في الريف
لم تغير الظروف طباعها إطلاقا
كعادتها تمر على أي شيء في الحياة
على الضلوع
على الدموع
على المروءة
على العُرف
على التذمر
على أي درب
تنحته في في نور روح الإنسان وتضاريس أخلاقه.
في الريف
تجري ارتجالات الإمعات قبل سنن التغيير
قبل ما يغيره الإنسان في نفسه
تدور تداعيات الدوائر
بمقصاتها على حدائق وعيه
بملاعقها على قناعاته المكتسبة
تدور ميكانيكا الحياة الملبوسة بما تروجه شاشات الثقل السياسي وألسنتها النارية على عظام الشقاء ومفاصل الأنين
تنتصر ولا تشركنا في النصر
تمر بحق أو باطل
أو بمزيج منهما
أو باضطرار التبعية لقبة السطوة
لا يهمها الكيفية
سوى أن تخرب بيوتنا بأيدينا
ويكتمل تاج المدينة
بلا انعكاس لهذا الريف
إلا القليل من الجمال الطبيعي
ولمعة في خد مكابر
ورشفة من نسيان.
في الريف
أناس طيبون
صفوة في الحب
صفوة في المواطنة
صفوة في التقبل
صفوة في التكاتف
صفوة في لياقات الخصام
لكنهم لا يتعمقون إلا قليلا
لا يسألون إطلاقا!
إلا عن الأسعار وأخبار القبيلة
يهدرون الجد والمثابرة في الأحجار وسن الحدود في الحقول
وفي احتراف مضغ القات
واللعب بشارب الحسد
يهدرون السخرية
في ما لا يستحق
وهناك تراكمات منطقية
من الفرص والأسئلة الملحة
لماذا تجعلنا الحياة مبنىً خاضعا للتجارب؟
لماذا لا يكتمل ذلك المبنى لنستفيد من التجارب؟
لماذا لا نستطيع تضليل ظروفها باستحقاقنا لبعض صهوات أمواجها؟
لماذا رياحها الحمراء تلبس امتداد الآمال
ودوران الخيبة؟
لماذا ما علينا إلا إلانطراب لما سيقال لنا؟
ولو عرفوا الجواب
لدفنوا ما يدور اليوم بلا حياةٍ ولا حياء.