وحده الليلُ يمتدُّ مثلَ نهرٍ أسود يبتلعُ أصواتَ العابرين ويتركُ لهم شظايا صمتٍ يضعونها تحت الوسائد.. الشوارعُ حزينةٌ تتدثّرُ بِعُرْيِها وتُخبّئ في كلّ زاويةٍ عظامَ حلمٍ قديمٍ كأنها مقابرُ مفتوحةٌ على هواءٍ متعفّن.. المصابيحُ المرتجفةُ تسعلُ نوراً مريضاً تذكّرني بقلوبٍ أطفأها الانتظار وبأرواحٍ لم تجدْ مقعداً في حافلةِ النهار.. الأرصفةُ الملطّخةُ بالعار تجرّ خلفها ذاكرةَ من باعوا صمتهم بأبخسِ الأثمان، …

لا رُحـــــتُ لـــلأيَّــامِ مــنــكَ مُــفَـنَّـدا إنْ صــار لــي فــي بـحرِ عـينِكَ مَـعبدا مــــن أيــــنَ نُـبـحـرُ والـــزوالُ يُـريـدُنـا وبـــــدا بـجـفـنـيـكَ الــزَّمــانُ مــولّــدا الــحُــبُّ أنــــتَ فــهـلْ تُـجـيـزُ تــأخُّـرا ولـــكَ الـعُـلُـوُّ فــهـلْ تــجـدّدُ مَـــوردا؟ ولأنـــــت فــــي لامِ الــكــلامِ ويــائــهِ وحَـــبَــاكَ مـــمَّــا لا يـــــزالُ مُــقَــيَّـدَا يـــا مَـــنْ فُـتِـنـتُ بـنـحـلهِ عُـمْـراً بــهِ أمْـسيتُ فـي عَـسَلِ الـحروف مُـجنَّدا راودتــــهُ شِــعــراً فــمــاس مــرفّـرفـاً وكــســوتـهُ شــهــدًا فــعــادَ وغــــرّدا …

أكن أعلم بوجود بركان يغلي داخلي هي افكار اجرام تدور في مخيلتي تريد أن ترى النور لتنام في أحضان القصيدة لكن خجلي يوقفني يمنعني يجعلني حبيسة أفكاري لاهزم إذن هذا الملعون ( الخجل) وابتلع صفحات دهشتي وافجر بركان موهبتي أقف على خشبة المسرح بكل قوتي وشجاعتي لأقول قصائدي المنسية في سجلاتي القديمة و أشارك عفريتي الصغير برقصة الفرح و التغلب …

هــذي الحروفُ ستبني للمدى صرحا ويرسُــمَ الليلُ فـي كفّ المسا صُبحا في ذاتها الــروحُ تشدو للهــوى طرباً فيرقص الحرفُ من تغريدة الفصحى نجومــهُ لم تـــزل في الأفـــقِ واقفةً لم تدرك الوقتَ حتى صولةَ الأضحى متى سيشــرق في أوطانــــهِ أملاً ؟ نسيمهُ البكر في الأسحــار لا يُمحى لا عذر للماء حتــى يرتوي عطشـي جــفَ الغمامُ وأرضٌ تُجهض القمحا لا زادَ عنــدي …

يامن تربع وسط القلب مسكنه اليك سطرت في شعري معاناتي اليك اكتب مافي القلب من وجع واشرح لك الحال من بعد انكساراتي حالي كاني لا اهل ولا وطن اتبه مابين جرحي واحتمالاتي اني زرعتك زرعآٌ بين أوردتي وفي الفؤاد بنيت القصر مولاتي ومن وصاب بلادي ساقني قدري مع قوافل حظي وانطلاقاتي ثم استقر فؤادي في مضاربكم واعشوشب الحب واخضرت نباتاتي …

في طريق القحط أمضي برفات حلمي، أشيع جنازة تحملها جماجم الأشباح المتوارية في ظلام دربي. سقطت في مستنقع الزيف القاتل لبريق النفس، فتملص التابوت من ثنايا روحي، حرمني توسيدة تحت تراب عجزي. تهاوت أنيابه الحادة لقلع مقلتي. يقال إن الدموع تعذب من صارت أرواحهم تسبح في أفلاك بارئها، فخاف أن يُعذب من مرارة يائسي. مضيت شريدًا في غابة الوهم طمس …

في الحب والعشق ما يكفيك للهلكة يا قلب والشعر لا يكفيك للحركة كل المحبين لو راقبت عيشتهم لهم صفات من الأحزان مشتركة وأنت لا شيء غير الحب تتقنه لأن نبضك محصور لمن ملكه فكيف تنسى التي من حسنها وضعت كل الكواكب والأفلاك في شبكة تقول فيها قصيدا غير ذي عوج وتحمل الشعر في كفيك بالبركة وتسأل الشط عنها كلما ابتعدت …

أُرتبُ طاولتي الفوضوية .. أمسح الغبار عنّي .. أكوي قميصي المجعّد .. أُصفّف شعري شعرةً شعرة .. أحاول لفظ شتائم صينية .. أقرأ كتاباً عن فنِّ الطبخ وجريدةً حزبية .. استمع لأغنية هابطة .. أتابع فلماً مملاً عن حياة الديناصورات .. فأتمنى أن أنقرض كأنّي لم أكن .. أكتب مقالاً سخيفاً عن الأدب وقلّته .. أحسب عدد الأرجل في جسد …

يــمــيــل كــالـخـيـزران يـشرق كـشمس الـزمان عــطـره عـلـيـنا يــفـوح فــي حـظـرته والـغياب إذا بــــــــدا لــلــعــيـون مـاعـاد تـغـفو الـجـفون واذا تـــبــســم بــــــدت من ثغره بيض السحاب هــو نـبـع عــذب الـهوى مـــن ذاق مـنـه ارتــوى ومــن عــن الـحب تـاب يـفـتـح لـــه ألــف بــاب هـــــذا حــبـيـبـي أنـــــا فــي حـبـه شـفت الـهنا مـــن يـــوم مــنـي دنــا رمــشـه لـقـلبي أصــاب جــعـلـت حــبــه كـــزاد والـعـمـر مــنـه اسـتـزاد …

كتب : نضال الخليل ليس في السودان موتٌ بل انتحارُ الرمل من فرط الجوع الرملُ نفسه الذي كان يكبرُ كطفلٍ على ركبة النيل أكلَ أبناءه وبلعَ أصواتَهم وصارَ يلوكُ في فمه عظامَ الذاكرة. البيوت التي تهدمتْ لم تهدمها الحرب بل الحنين إلى السقف الذي لم يعد يقدر على اتّساع الدخان هناك حيث ينادي الجائعُ على ظلّه فلا يجيبه أحد يخرج …

ولد الشاعر العراقي حميد سعيد في مدينة الحلة العراقية عام ١٩٤١ وتخرّج في كلية الآداب في جامعة المستنصرية ببغداد عام ١٩٦٨ ٠ شغل منصب مدير التأليف والترجمة والنشر في وزارة الثقافة والإعلام بين عامي ١٩٧٠ و ١٩٧٢ ، ثم عمل مستشارا صحفياً في سفارة العراق في مدريد- إسبانيا من عام ١٩٧٢ حتى ١٩٧٥، ثم في سفارة العراق في الرابط ‐ …

صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون رواية “شمس الضاحية -أسرار القلوب رفاتها-“، للروائية الأردنية، “صفاء فارس الطحاينة”، كتاب من القطع المتوسط في 260 صفحة، وهو الرواية الأولى للطحاينة، بعد مجموعتين قصصيتين وكتاب تربوي حول القيادة. الرواية نفسية اجتماعية تنتمي إلى الرواية الحديثة، مجموعة من الأبطال يتشاركون المكان والزمان، يعيشون فيهما صراعات متعدّدةً، ما بين حبٍّ وخوف، انتصارات وهزائم، أمل وخذلان، …