أرشيف شهر: نوفمبر 2025

شبح الحياة/بقلم: ريم درويش

  استيقظ من نومه مذعورًا، يلهث كمن أفلت تواً من فم الموت، وهرع مسرعًا إلى أمّه، يرتجف جسده الصغير، وتكاد ركبتاه تخونانه من شدة الخوف. كانت شفتاه ترتعدان، وجبينه يقطر عرقًا بارداً، وعيناه زائغتان كأنهما لا تزالان عالقتين في مشهدٍ لم يزل يتّقد في ذاكرته كالنار. قال بصوتٍ متقطّعٍ مبحوح: ــ كاد القطار أن يدهسنا، أمي… أجل، كاد أن يدهسنا! …

أكمل القراءة »

زَمَنُ العَجَائِبِ /بقلم:د.آمنة الموشكي

مَنْ هَذِهِ يَسْأَلُ؟ وَمَنْ ذَاكَ الَّذِي قَدْ أَنْجَبَانِي فِي زَمَانٍ عَجِيبُ لَا الأَخُ أَخٌ، وَلَا الصَّدِيقُ صَدِيقُ أو عَادَ القَريبُ مِن القَريبِ قَرِيبُ أَشْتَاتُ لَا نَدْرِي إِلَى أَيْنَ انْتَمَوْا، بَيْنَ الأَنَامِ، وَكُلُّ فَرْدِ غَرِيبُ ؟ يَتَرَبَّصُونَ بِبَعْضِهِمْ مِنْ بُغْضِهِمْ، حِقْدًا، وَحِقْدُ الحَاقِدِينَ مُرِيبُ حَتَّى أَبَادُوا بَعْضَهُمْ، وَلِبَعْضِهِمْ يَتَمَلَّقُونَ، فَيَقْتُلُونَ أَرِيبُ فِي أُمَّتِي مَا عَادَ إِلَّا خَانِعٌ أَوْ مَاكِرٌ، فِي كُلِّ …

أكمل القراءة »

إلى الدعاء/بقلم:خالد القاضي

يا فؤادي هل ثَبّتَ اتصالك بالسماء؟ هل وضعت في دعائك للحاء باء؟ وأسندت ذلك برجاء، لفتح أبواب اللقاء، وهل سحبت ودك من بين حروف الهجاء؟ وألبست روحك من حرفيه رداء؟ ياء النداء يافؤادي بعدها (الله)، قد تفيد حتمًا في دحر البكاء، قد تفيد أيضًا في قتل الخواء، وتجمع قلبين، صار حبهما بحرارة الشوق ضَموُرًا من غير ماء.. يا فؤادي لا …

أكمل القراءة »

أقصوصةُ الصورة/بقلم:خولة العريفي

في الصورةِ خريفٌ راحل، وثلجٌ متساقط، وحرارةُ مداخن، في الصورة ضياعُ براءة، وأجسادُ مفقودة، وأطفالٌ منسية وحفلُ شواءٍ زائف في القدر منافد وبخارُ مواجع، وملعقةُ تكابر في الأهداب سجية، والعينُ كحيلة، وفي القلب ضغينه، في التأريخ ظلوا وفي الأحلام ولوا، وفي الأمنيات أطالوا وفي الصراخِ أثاروا خيمة أطفال وعجوزٍ والرهبةٌ مظلةٌ ومناجي، والسعي تضاريس، والوجهةُ أبيات، والسطر سؤال، والألمُ ثبات، …

أكمل القراءة »

ذاكرة التأريخ : حين تُغتال الأمة من خاصرتها/بقلم:”خالد الدهشلي”/بقلم:قلم:خالد الدهشلي

في الخريطةِ شقوقٌ لا تلتئم، وفي الرملِ وشايةُ خنجرٍ يُخبّأ تحت عباءةِ الود، في المدى… صدى خُطى الغادرين، وفي المدى أيضاً، شهقةُ وطنٍ يُغتال كلّ فجرٍ باسمِ الأخوّة. تتسلّلُ الريحُ من ثقوبِ الجدران، تحملُ معها رائحةَ المؤامرة، وتنثرُ على العتباتِ رسائلَ لا تُقرأ، لكنّها تُفهمُ من وجعِ الأمهات، ومن ارتجافِ المآذن، ومن ارتباكِ العصافيرِ في أعشاشها. في كلّ زاويةٍ عينٌ …

أكمل القراءة »

غفرانك اللهم/بقلم:نزار القدسي

غفرانك اللهم يا ربَّاهُ وافاك عبد كلنا نهواه موتٌ أثار النار وسْطَ حشاشتي ويلاه من طول النوى ويلاهُ كم من حبيبٍ قد طوته يد الردى ومضى ولكن ما افتقدت نواه وابن المعوضة حز في أعماقِنا كمثقفينَ بأن يضيع ضياهُ وغدت نوارسُ بحرنا مكلومةٌ والكون يفقد فجره وضحاه والحبُّ يا للحبِّ من تعذيبهِ تغزو المواحشُ أرضَهُ وسماهُ وتبيت في قلبي الكسير …

أكمل القراءة »

حلم اليقظة/بقلم: الزهراء العامري

أنا لا أمشي على الأرض، بل أحومُ في كواكب متمرّدة، أشدو بصوتٍ مبلّل بالحكمة، وأرافع باسم الحرف، أكسب القضايا بالفاصلة… وأُنهيها بنقطة. اليوم، تم افتتاح “مكتبة الزهراء العامري” رسميًا. عالميًا… لا محليًا. مكتبةٌ كُتب كل كتابٍ فيها خلال شهر، لكن كلّ كتابٍ منها… احتاج قرنًا ليولد في فكرٍ غيري. في ممرّات مكتبتي: العبقري يتواضع، النسونجي يُصفّق للأنوثة الفكرية، المدمن على …

أكمل القراءة »

إنني أختنق/بقلم:غرام الجرموزي

وأغص بذرات الهواء وكأنني أبتلع مجرة تلو مجرة الهواء حولي ولكنني ما زلت أغص به… أين اللقاء تاه في جدران اللقاء سقطت اللوحات، تاهت الوجوه، تبعثرت ملامحهم على أرضية أمل زائف لم يزهر فيها شيء ودمعة ساقطة، وصرخة مكتومة.  

أكمل القراءة »

ذكريات من عبير الزمان/بقلم: د. عبدالقوي القدسي

تمضي الأيام، وتبقى الذكريات كعبيرٍ تسلّل من نوافذ الماضي، تداعب القلب برفق، وتوقظ فينا مشاعرَ كادت أن تغفو. هناك لحظات لا تُشترى، ضحكاتٌ تشبه الندى حين يلامس زهر الصباح، وأصواتٌ كانت تملأ المكان دفئًا، غابت، لكنها ما زالت تنبض في ذاكرة الحنين. كم نعود بخيالنا إلى الطرقات القديمة، إلى المقاعد التي شهدت أول حلم، إلى الوجوه التي رحلت وبقي أثرها …

أكمل القراءة »

دراسة نقدية تحليلية في قصيدة «ذاكرة لا تنام» للشاعرة غادة الحسيني

  بقلم : د. زبيدة الفول.   ذاكرة لا تنام… حين يتكلّم الصمت بلسان الحنين   ذاكرة لا تنام لم يبقَ سوى الذكرى نعيش على أطلال الماضي نتقبّل الحاضر كما هو بين أيدينا وجع لا يُرى وفي قلوبنا ألم الفراق نبتسم رغم الغياب نترك الأمس يرحل بهدوء كغيمة شاردة في الذاكرة تتكدّس الصور والوجوه واللحظات نعود إليها كلما ضاق بنا …

أكمل القراءة »

حروف الجراح/ بقلم:قاسِم عبد الرحمن الإدريسي

وُلِدتُّ وَفي جَوفِ الزَّمانِ مَلاحِمٌ تُفجِّرُ في صدري حرفي الزَّاخِرا رَضَعتُ جِراحَ العُمرِ حَتّى غَدَتْ دَمي فأَمسيتُ أَنزِفُ بالحُروفِ مَآثِرا أُشَيِّدُ مِن أَطلالِ أَمسٍ مَآذِناً تُنادِي على أَوجاعِ قَلبٍ حَائِرا وَأَعبُرُ صَحراءَ الأسى مُتَعطِّشاً فَيسقِيني دَمعي فَوقَ رَملٍ ساهِرا تَناوَحَ في رُوحي صَدى كُلِّ قَاصِفٍ فأَصبَحتُ مِثلَ الرَّعدِ يَصرُخُ زاجِرا وَحَملْتُ همّي كَالجِبالِ فَأَوجَعَت وَما هَزَّنِي رَغمَ الثُّقُولِ زَوابِعا أُؤرِّقُ …

أكمل القراءة »

انشطارات العقيق اليماني/بقلم:د. عبدالعزيز الزراعي

بين الإقامةِ والترحلِ ذاتُ سلخت ملامح وجهها المرآةُ تدنو إلى أندى الجراحِ لتنتقي جهةً فتولدُ في الجهاتِ جهاتُ وترى الحبيبةَ في عيونِ جراحها وكأنها المصباحُ والمشكاةُ من كل ناحيةٍ تفوحُ حبيبتي وقصيدةٌ ومواطن وحياةُ وبكلِ أحزاني تضيءُ ،ولي أنا ذاتٌ منابعُ حزنها أشتاتُ وطنٌ يجفُّ من الرجالِ وقريةٌ ذبلت على أفواهها الناياتُ وأبٌ يذوبُ من الحنينِ وحزنهُ النبويُّ ذكرٌ دائمٌ …

أكمل القراءة »
error: Content is protected !!