وكنتُ هناكَ يا أمي
وراء التلِ أرسمُ صورة ً للشمس ِ
عند الفجر طالعة ً
هنالك لحظة الإشراقْ.
وكنت أراكِ تبتسمينَ في فرحٍ طفولي
وفي عينيكِ كانت ترقصُ الأمواجُ والألوانُ والأغصانُ والأوراقْ.
على كفيكِ حناءٌ تضاحكني
فأضحكُ ملءَ هذا الكونِ
تحملُني ..
يداكِ لقلبكِ الحاني
أغوصُ .. أغوصُ في الأعماقْ.
وها إني…
أراك اليوم ياأمي
ودمعُ يملأ العينينِ .. يخنقُني
ويسحقُني
وأبصرُ في المدى رعباً
دخاناً يحجبُ الآفاق.
أرى أختي هنا نامت
بلا همسٍ .. ولا نفَس .. ولا صوتِ
أخي بالقرب يا أماهُ مرميٌ
تغطيه الدماءُ الطهرُ نازفة ً
أرى حقداً تحامى يرتجي موتي
وذاك أبي أراه اليوم محمولاً على الأعناقْ.
دمارٌ يغمرُ الدنيا
دويٌّ وانفجاراتٌ
لهيبٌ يخرسُ الأحداقْ.
ونحن هنا..
ضحايا جبنِ حكام ٍ وأذنابٍ
ضحايا العالمِ الأعمى الأصمِ
العالم الأبكمْ
ضحايا رعشة الأبواقِ.
ولكنا …
سنعبرُ فوق غدرهموا
سنعلو فوق أوجاع ٍ وأوصاب ٍ وآلآمِ
نداوي جرحنا الدامي
لنزرعَ في المدى أملاً
ونوقفَ نزفنا الدفّاق.
فيا أمي …
دعي الدمعاتِ.. لاتبكي
وكفي دمعَـك المهراقْ.
غداً يأتيك نصرُ الله ياغزة
على طبقٍ من العزة
سواعدُ أهلنا الفرسانِ تحملهُ
أراهُ هناكْ
أرى شمساً تنوّرنا
وتجمعنا .. هنالك عند أقصانا
ألا ياروعة َ اللقيا!
ألا يالهفةَ الأشواقْ!