لا تدمني الحزن/بقلم: عابد القيسي( اليمن )

لا تدمني الحزن بعد الآن يا ريتا
ونضِّدي من نجيع الأهل ياقوتا

محبوسةٌ أبجديات الأسى بدمٍ
مازال فوق جدار الموت منحوتا

ويح الفؤاد الذي صارت مشاعره
خُرُسًا وأصبح بالأشجان منعوتا

فكم سكتُّ وكم أغمضتُ محبرتي
حتى غدوتُ بداء الصمت سِكِّيتا

لم يبق إلا حديث الله يوقظُ في
روحي الوعودَ ويختار المواقيتا

ففي الغصون انكساراتٌ تؤججها الـ
ـجُلَّى ويُشعلُ فيها الحزنُ كبريتا

نأوي إلى صخرة النسيان نُحرقُ في
أُوارها تعبَ الإبحــارِ والحوتا

لي موطنٌ لم أجد في ساحتيه يدًا
تبني السلام وتعطي القات والقوتا

لكنْ وجدتُ حكايا الجائعين به
وصبيةً جعلوا المأساةَ أُوبريتا

على الرصيف أقاصيصٌ ملونةٌ
وفي المساجد لا نحصي التوابيتا

وحولنا وجهُ شيطانٍ وأجندةٌ
ترعى اليهـ.ـود وتستجدي العفاريتا

كيف الخلاص وللأعداء معركة
لم تنس في فُرَصِ الأحقاد تفويتا

مذ خط سايكس بيكو سطر خارطةٍ
يقسِّم الوطنَ المجروح تفتيتا

صارت ركائبنا في الوحلِ غارقةً
والظلم أصبح دستورًا ولاهوتا

وضلَّ فوق مسار المجد كوكبُنا
وما رأى في دروب العز خِرِّيْتا

بكل مندوحةٍ يحتالُ أمعةٌ
بأمةٍ ترتضي في الحكم طاغوتا

لكنَّ خلف سياج العائدين فماً
يغلي فيجعل عقل الكون مبهوتا

هيهات هيهات لن تخبو مشاعلُنا
عجزًا ولو أصبح الليمون مازوتا

عينان فوق شموخ العز شاهدةٌ
خلف اللثام تزيد القوم تشتيتا

تغيظ كل خفيرٍ لا يموء له
صوتٌ وإنْ وبَّخته الأرضُ تبكيتا

يا حارس الأرض لا تحفل ببهرجةٍ
ولا تكن بمراثي الحرب مكبوتا

بكم يزول على أوجاعنا ورمٌ
ويصبح المنحنى المشؤومُ مبخوتا

جيرانك اليوم يصطفون في جذلٍ
وينذرون لِقَيءِ الخمرِ حانوتا

نستغفر الله من قهر يزاورنا
ذات اليمين … ونرجو الله تثبيتا

تكشَّفَتْ عن خبايا الذُّلِ أقنعةٌ
وأسقط الدهرُ من أوراقنا التوتا

عودي إلى السطح يا صنعاء إنَّ لنا
وعداً يلاطف عند الفجر بيروتا

ستستعيد بلاد الرافدين رؤى
صدام تطرب عين الشمس تكريتا

فلن تطولَ عهود الظاعنين على
وَهْمٍ يُقَدِّسُ في الدنيا الهلافيتا

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!