لمن نترك هذا اليأس المتراكم في زجاج العيون،
وهذا الشرود الذي يتوج ليل الخسارات ؟
الذين ناموا على جنوبهم ،وهم يفترشون الريح
ويتوسدون سؤال كينونتهم
قلصوا المسافة بين مكر الأبدية
و نزيف الذاكرة
واختاروا الإقامة في مفازات النزوح
يحاصرهم صدى القيامة
يمحو الضوء آثار أقدامهم المحفورة في الغسق
حيث تذوب الشمس
و تتبدد زرقة السماء
لمن نترك هذا الإرث الثقيل من الغضب الذي يسكن مفاصلنا،
وهذا الحريق الذي يلاحق أعمارنا؟
الذين مشوا على كفوفهم وسط الضباب الميت
تحملق عيونهم المرعوبة في الطين
المبلل بالأذى
و دمع السحاب،
يختبرون طوفان القيظ بحِلم العزة
و مشيئة الخذلان بالصبر
يعجنون رغيفهم من رماد القصف
و رائحة الأنقاض
يسرجون للوقت أحصنة من نور
ويواجهون مواسم المحو
بابتسامة الطفل الذي يحملونه في صدورهم.