لا شك بأن الإنسان عاجزا تماماً عن
إيجاد حلًّ نهائي لكل الظواهر الطبيعية
في هذهِ الحياة ، لكنه مع كل هذا العجز
يحاول جاهدا أن يظهر بصورة مغايره
مدعيا أنهُ وجد الحل كي يرضي نفسه .
دوافع فسيولوجية مرتبطة بأمزجتنا
تجعلنا أحيانا نتصرف كالحمقاء بتصرفات
غريبة حتى ونحن نعلم يقيناً إننا على
خطأ .
الإنتقام ، العفوية المطلقة ، الطمع
الأعمى ، الغضب ، الشهرة الزائفة ،
الجاه أو المنصب ، كلها أمور مقيته
تتحكم أحيانا بتصرفات البعض وتخرجهم
عن جادة الصوب حتى توقعهم في
مشكلة كبيرة لا سمح الله ، أو تجعلهم
يرتكبون مصيبة قاتلة أو فاضحة .
قلة قليلة من العقلاء ، وأصحاب الكياسة
من ينتبه لذلك فيسارع لرأب الصدع
وتدارك الخطأ ، والبحث عن حلول
قبل وقوع المشكلة حتى لو كلفه ذلك
الإعتراف بالخطأ والإعتذار منه ، وإصلاح
ما أفسد بإرغام النفس الأمارة بالسوء
ارتداء صفة النفس اللومة ، ومن ثم
إصلاح ما أفسدت وجبر الضرر بكل
شجاعة وصدق .
جل مشاكلنا في هذهِ الأيام تنحدر
من هذه السلالة من المشاكل الذي
يكن سببها تافه وحقير .
فلسفة الحياة تخبرنا أننا بشر معرضون
للخطأ ويشوبنا النقص ، وما الكمال
المطلق إلا لله وحده ، لكن لم يزل
هناك كثير من البشر وبالذات في سن
الطياشة في بواكير شبابه ، أو البعض
من الكبار ممن أصابه الجهل المركّب
والكبر المقيت والذي يرى نفسه معدن
نادر يختلف على كل البشر لا نقص
فيه ولا خطأ ، هم وحدهم لم يزالوا
يعتقدون أنّ الخطأ لا يكون إلا في
غيرهم فقط .