إعداد: سليم النجار- وداد أبوشنب
” مقدِّمة”
مفردة “السؤال” وحدها تحيل إلى الحرية المطلقة في تقليب الأفكار على وجوهها، ربّما هدمها من الأساس والبناء على أنقاضها، كما أنَّها من أسس مواجهة المجازر وحرب الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في غزّة والضّفّة، من قِبَل الاحتلال الإسرائيلي٠
في هذا الملف نلتقي بعدد من الكُتّاب العرب الذين يُقدِّمون لنا رؤاهم حول ماذا يحدث في غزّة؟
وما يستدعي الدرس والتمحيص والنقاش والجدال والنقد، لأنّ الأشياء تحيا بالدرس وإعادة الفهم، وتموت بالحفظ والتلقين٠
خليل ناصيف من رام الله/فلسطين يكتب لنا من زاويته “ماذا يحدث غزة”؟
التهجير والزوال: استراتيجية ونتيجة يؤرقان الكيان
خليل ناصيف/رام الله فلسطين
مقدمة
تتوالى الصفات التي يجلد بها الكاتب المشهد العام لحرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد شعبنا في غزة، حيث السخرية من تقديس التصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، شيء بدا مألوفاً: مشاهدة شهوة القتل لأطفال غزة من قبل إسرائيل، وهذا نسق مضمر يعبرّ عنه الكاتب خليل ناصيف، وثيمة يكتب عنها ولا يمكن تجاهلها٠
ثيمة قتل الأطفال وتقطيعهم إلى أشلاء تُعرض على الفضائيات العالمية كخبر عاجل، خليل يوقظ هذا الوجع المكبوت.
سليم النجار
ما يحدث في غزّة هو محاولة إسرائيلية لتصفية فكرة المقاومة الفلسطينية وقتلها، هذا هو الهدف الاستراتيجي للكيان الصهيوني، وأفكار التهجير أو صفقة القرن أو الإبادة الجماعية هي مجرّد أدوات لتحقيق هذا الهدف. فوجود الكيان الصهيوني سيظل دائما في خطر ما بقيت فكرة المقاومة وتحرير فلسطين موجودة وهذا الهدف يتّفق عليه كلّ الصهاينة، البعض منهم سعى ويسعى لقتل فكرة المقاومة من خلال اتّفاقيات سلام وتطبيع بغرض شلّ جهاز المناعة للمواطن العربي ليقبل وجود الكيان الغريب، والبعض منهم يسعى لقتلها من خلال الإبادة الجماعية وإرعاب النّاس من الثمن الباهظ لفكرة أن تقاوم.
وللأسف فإن الحرب الحالية على غزّة كشفت وجود تواطؤ واضح لرفض فكرة المقاومة فيما نراها ونسمعه، والعالم يكتفي بالتصريحات والإدانة، ومشهد القتل وحرب الإبادة مستمر.
ففكرة وجود مقاومة لنظام قويّ ونجاحها في هزيمته لن تروق لأنظمة ديكتاتورية وجودها رهنٌ بصمت الشعوب وتخويفها ولذلك من المهمّ جدّا بالنسبة لها أن تهزم المقاومة ولا تقوم لها قائمة، لتقول لشعوبها:
“خذوا العبرة واخرسوا”
رغم ذلك ومهما كانت نتيجة الحرب فلقد تلقّى الكيان الصهيوني هزيمة استراتيجية لا يمكن محوها وبرأيي إنّه بدأ بالانحدار نحو هاوية الزوال ككيان ومشروع استعماري يخدم مصالح الغرب.