سامحني أيها اليسوع/ بقلم:صقر الهدياني( اليمن)

من الكنيسة أيها اليسوع، سامحني على تذمّري وقول الشتائم لعبّاد العاطفة، الذين يبتكرون ضلالات بلهاء ليس لها أية صلات وثيقة بقدسيتك، بالأخص النساء اللواتي تعشش أفكار الجماليات في عقولهن، المسرفات في زخرفات الفتنة، من يخشين فوات رأس السنة بلا منافسات نسوية بحق الكرسمس..
أشعر بالخطيئة، أعلم أن المشكلة ليستْ في رأس السنة، بل في رأس التقليدية الحمقاء، لا أعرف طريقة غير التزمّتْ المقيت، تبدو لي مناسِبة لفض بكارة الرخاء السنوي، اضطهاد العقلية البشرية جرمًا بحق الإلهية، نزق اللحظة الوجودية أمر يتخطى فكرة الخلود، الإيمان بأن المقدسات يجب أن نتوّجها، هذه فكرة خارج إطار العبودية، الفرضية أيضًا في انشطار الروح بين الوقار ووله المجون؛ مجحفة بحق الكنيسة في أرض الزيتون، تتخللني عاصفة الطيش، قبل مجيء الصبح، يغدو المساء شبحيًا، يوشك الغُل الشديد أن يبتكر عيدًا لا صلاة فيه، اختلال المعنى بين ميلاد “صناعة القيم” ووجس المثالية، يُصيب العابد بالذعر، حين ينفلت السفه من رقبة الملكة، تتشظى هيبة الصولجان بارتعاشة ماسخة تعيد تدوير الحكمة، الأمر يكمن أن الذين يصغون لزغردات القرابين، وتراتيل العذراء المليحة، هم أنفسهم الذين زعموا أن القِمار مجرد لعبة خالية من لذع الثعابين!
هذا التوجس، والهزيع المُقشعِرّ، توأمان لإبادة اليقين بأن الحفلة في حصالة الميلاد، هي نفسها شواء الروح على ثلج الضمير، إذ تتغشى هلامية الضياع شعيرات من الحقيقة الراشدة في وقتٍ تستنكر خلاله القردة طلح المزارع الأجنبية، وتستقرئ الغربان حبوب التوت من أفواه الفزاعة المهترئة!

ميلاد مجيد أيها المسيح، عام استبسالي كبريائي تختزله الصوفية، في طباع الأرواح الملهمة… كل عام والأمل والتمكين سيدا الإنسان.
بسم الله أول غصن، كل عام وأنا أحبكم مع قليل من الشتائم “ملح العلاقات”.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!