لا تلوموه إن تمطَّى أنيْنُهْ..
إنه كائنٌ طواهُ كُمُونُهْ..
مُذ قرونٍ والليل يجتاحه إن..
ظن دفنًا لهُ، استطالت قرونُهْ..
لم يمت رغم عارمات المآسي..
أو تبُسْ رُكبةَ الدياجي شجونُهْ..
لا تلوموه إن تعامى خطًى أو..
عن شواطي مُناهُ تاهت سفينُهْ..
لا تلوموه كل هذي الرزايا..
دوَّنتْ حشْدَها عصورًا متونُهْ..
هذه الأرض وهي تَحسُو أساها..
سوَّرتها عند المنايا جفونُهْ..
رغم زحف الرمال من كل حدبٍ..
لم يمت فيه شوقهُ أو حنينُهْ..
ضارمُ العشق ينسج الحُب غيمًا..
تذرف الشوقَ والحنايا مزونُهْ..
ينثر الأمنياتِ فوق عُراها..
مُذ رعتْها ورعرعتْها عيونُهْ..
وهْوَ منها في كل جدبٍ نداها..
وهْيَ منهُ في كل نبضٍ وتينُهْ..
آيةٌ في قرآنه هي تُتلى..
شمس فخر بها تعالى جبينُهْ..
وهْي صوتٌ مُدمْدمٌ في ضمير الحرف ، لم تغف عن سماها لحونُهْ..
كل ما فيه يغتلي كالبراكين ، غِناهُ، نشيجُهُ ، زيزفونُهْ..
لا تلوموه، سوف يخرج فجرًا.
من بيات الدجى، ويضْحُو دفينُهْ..
لا تلوموهُ إن تجلمد صبرًا..
سوف ينضوهُ ذات برقٍ جنونُه..