(1)
على مَضَضٍ وهبتُ الشِّعرَ حرْفي
وراودتُ القَصِــيـدةَ رَغــمَ أنْفِــي
نثرتُ الذَّاتَ فـي وجْــهِ المَــرَايا
وعَانَقْــتُ الحَـيَاةَ بِشِــزرِ طَــرْفِ
لإنِّي صــرتُ فيها مثــلَ نارٍ
يراقصــها هــواءٌ شبْــه مخْـفِـي
مَتَاعيْ شَسْعُ حلْمٍ ذات صحْـوٍ
وأشْرعــةُ النَّجاةِ تسيرُ خلْفِــي
وبي حيـنٌ مــنْ الأيامِ يمضـي
بلا جـهــةٍ… وحيــنٌ لـم يشــفِّ
نَأيـتُ بجَــانبِــي عنْهــا قنوعًا…
قَلِيلاً لــوْ تسَــافِــر بـيْ سَيكْـفِــي
أمــرُّ على السّنينِ وما بنفسي
مــن الدّنيــا ســوى كتــبٍ ورفِّ
ومَحْبــرةٍ تشِيْخُ على ضلوعِــي
“ونـتٍّ” دون وشْـوَشَةٍ وصَــرْفِ
(2)
وهذا الليــلَ يعــبــرُنِي جِــزَافًا
جَعلْتُ الحِلْــمَ معْجُــونًا بكَـفِّــي
لأصْنــعَ واقـعًا منْ طِــينِ حِلْــمٍ
تخمَّـرَ فكْـرةً مـنْ بعْـضِ نصْفِـي
وَسُوسَنَةُ القَرِيضِ تَفُوحُ معْنىً
حَملْتُ على رَصِيفِ الشِّعرِ كتْفِي
لحَـرْفِـي قاصراتُ الطّرْفِ حُوْرٌ
تغشَّـاهــنَّ مـن يـاءٍ لألـفِ
وعـنْـدِي جُـرْأَةُ التَّـيَّـارِ إذْ مَـا
عَشقْـتُ صبيَّـةً مَـالـتْ لِصَفِّـي
وبيْ صفةُ الغمـوضِ لكلِّ أنْثى
تحاولُ أنْ تفسّـرنيْ… وكشْفِي
سلـوا تلكَ الحَـبِيـبَاتِ اللواتِـي
رشفْنَ الحبَّ منِّي كَيفَ عُرْفِي؟
عصِــيٌّ في الهوى ما نِيلَ منِّــي…
وكمْ منْ عَبْلَــةٍ تَسْعــى لخَطْفِـي
ملأْتُ عيــون فـاتِنَــتِي اكْتمَــالًا
تجاهلتُ الّذِيــنَ سَعــوا لِتلْفِـي
(3)
قرأْتُمْ ألفَ سفــرٍ فـي ضَــيَاعِي
وغَــاليْــتُـمْ بهـا طَمَــعًا بِحَتْفِي
خُذلْتُـمْ، إنَّ لــي بالشِّعْــرِ نَفْــذٌ
كمــومــيٌّ وجــفْــنٌ لــمْ يَــرفِ
حيارى! كُــلٌّ أسئلتــي غمُوضٌ:
شرودُ الذّهْـنِ… فكْرٌ لـمْ يَجــفِّ
محـالٌ أنْ يفسّـــرْنِـي شــرودٌ
ونَظْـرَةُ كـاهِــنٍ وأَنِيْــنُ نَــزْفِ
هنا! قـولوا لِمَنْ رَسَموا فَنَائِي
فنيِتمْ دونَ أحْـلامِي وظـرْفِـي
وإنْ حـان الوداعُ وفَـاءَ ظلِّـي
فَعُـودوا…حَيْث مَحْبَرَتِي وَرَفِّي
فإنِّــي خَــالدٌ حَتَّــى تَــزُولا…
بِفكْـرةِ عَــالِــمٍ وبَيَــان عــطْفِ
هُنَــاكَ بَرِيــدُ أفْكَـــاريْ شعَــاعٌ
لكـلِّ الباحثيـن نذرتُ حــرفي