وهكذا تُشبهُ “البواتي”
وجوهَ كُلِّ الذينَ “شاتوا”
وهكذا الناسُ في بِلادي
ترنَّحوا فجأةً ومَاتُوا
سكوتُهم مُغطشٌ قليلًا
وصوتُهم كالصَّدى شُتاتُ
تظنُّهم بالأسى سُكارَى
وكَرمُهُم “شمَّةٌ و قَاتُ”
تخلَّفَ الشِّعرُ أوّليهم
كآخِريهم وهم غُواةُ
وما لهم مِثلُ مَا عليهم
تناقضاتُ تناقضاتُ
أنا اليمانيُّ لا أُغنِّي
أنا طيورٌ مُغرداتُ
تروننا أكثرَ انسكابا
ولا يُرى النِّيلُ والفراتُ
ففي توابيتِنا رمادٌ
وذكرياتٌ موثَّقاتُ
وفي “الاحيدِنا” كتابٌ
عنوانهُ الموتُ والحياةُ
غلافهُ أكثرُ اخضرارًا
وفي مَضامينهِ فـلاةُ
وهكذا نحنُ أرجوانٌ
ِلأجلناِ تورقُ اللغاتُ
وهكذا نحنُ كالتَّضاريسِ
ِكاسِراتُ “مُكشِّراتُ”
تربعي يا رياحُ
هبِّي محلَّها أيها الجهاتُ
أرى التَّجاعيدَ مِلءَ وجهي
خَنادقًا شَقَّها الحُباةُ
فهل أرى ما يَراهُ غيري؟
يَدايَ هاهُنَّ بائناتُ
أصابعي العَشرُ
باصماتٌ على فؤادي
وشاهداتُ
إذا تخلَّفنَ عنهُ خمسٌ
فهنَّ لا ريبَ آجِلاتُ