آفاق حرة _ أربيل_ إقليم كردستان العراق
قدّمت الباحثة العراقيّة نبأ حسن علي الجميلي بحثاً بعنوان “تعالقات العنوان وتماسك النّصّ في مجموعة “تراتيل الماء” القصصية: دراسة تحليليّة” في المؤتمر الدّولي المشترك الثاني للعلوم الإنسانيّة في جامعة صلاح الدّين في مدينة أربيل في كردستان العراق في الفترة (17-18/4/2024)، وهو بحث مشترك مع الأستاذ الدكتور محمد شيرين تشكار، وهو يدرس المجموعة القصصيّة (تراتيل الماء) للأديبة الأردنيّة ذات الجذور الفلسطينيّة أ. د. سناء الشّعلان (بنت نعيمة).
قدّمت الباحثة العراقيّة نبأ حسن علي الجميلي بحثها “تعالقات العنوان وتماسك النّصّ في مجموعة “تراتيل الماء” القصصية: دراسة تحليليّة” في المؤتمر بحضور كلّ من رئيس قسم اللّغة العربيّة في جامعة صلاح الدين، ومداخلة الدكتور عدنان رسمي ياسر.
يُذكر أنّ هذا المؤتمر بشراكة بين جامعة صلاح الدّين/ أربيل، وجامعة باتنة 1 ممثّلة في مختبر التطبيقات النفسية في الوسط العقابي والجمعيّة العراقيّة للإرشاد النّفسيّ والمعهد الفرنسيّ للدراسات والبحوث والاتّحاد الدّوليّ للمؤرّخين، وهو ناطق باللّغات: العربيّة والانجليزية والكرديّة.
ذكرت الباحثة نبأ حسن علي الجميلي في معرض بحثها ومداخلتها البحثيّة في المؤتمر: هذا البحث يتتبّع أثر التعالق والتقاطع الناشئ بين العنوان و تماسك بنية النص في المجموعة القصصية للكاتبة سناء الشعلان، حيث اعتمدت الدراسة على ثلاثة محاور بحثية، عنى الباحث في أولها ببيان الدراسات النقدية التي تناولت العنوان بالنقد وأثره في جماليات النص، وجاء المحور الثاني مرتكزاً على البنية السطحية للنص،الذي كان الفاعل فيه الثقافة المتراكمة للكاتبة ، أما المحور الثالث فقد عني برصد البنية التركيبية للنص وأثر ذلك في توافق العنوان الرئيس مع العناوين الفرعية والنصوص التي تحتها، وقد استعان الباحثان على ذلك بحزمة من الآليات معتمدين على المستوى اللفظي و تراكيبه، والمستوى التصويري والدلالي، كما ركز الباحثان على البعد الرمزي والإشارات غير اللغوية؛ وأثر ذلك على تماسك بنية النص بالعنوان، وأثر ذلك كله في توجيه القارئ للمشاركة في أبعاد دلالية جديدة للنص.
كما أضافت الباحثة أنّ هذا البحث قد خلص إلى تحليل العنوان في المجموعة القصصية (تراتيل الماء) لسناء الشعلان، حيث اختارت الكاتبة عنوان مجموعتها القصصية بعناية فائقة، جعلت منه مدخلا أوليا للولوج إلى النص وسبر أغواره لا من خلال أفق التوقع الذي يفتحه فحسب، وإنما جعلته يرافق المتلقي والقارئ كنص موازي يتقاطع ونصوص القصص الواردة في المجموعة ، وهو ما منح العنوان قوة من خلال لغته فحل مرآة لرؤية الكاتبة وثقافتها التراكمية، فقد انتقت كلمات عناوين مجموعتها القصصية بعناية فائقة بما سمح لها بأن تطوعها بحسب مراميها الفكرية مستعينة على ذلك بالدلالة الرمزية التي أزاحت الألفاظ إلى دلالات أبدعت فضاءات من الخيال، وجرأت الكاتبة على الاستعانة بالإشارات غير اللغوية، فأبدعت عملا قصصيا متماسكا يمتلك من عناصر القصة القصيرة الإيجاز والتكثيف، وحمل من الخصائص الفنية ما يشير إلى تطور الفن القصصي.
جدير بالذّكر أنّ (تراتيل الماء) هي مجموعة قصصيّة للأديبة سناء الشّعلان (بنت نعيمة)، وهي قد صدرتْ في طبعتها الأولى عام 2010، عن الوراق للنشر والتوزيع بدعم من وزارة الثقافة الأردنية، وهي تقع في 142 صفحة، وهي تتكوّن من عدد كبير من القصص الفرعية المتولّدة من إحدى عشرة قصة رئيسية. وقد مارست الكاتبة فيها التجريب بشكل كبير،كما انحازت فيها إلى المضمون المدشّن في شكل جديد، واستفادت من تقنية التوليد والانبثاق من قصة أم على شاكلة السّرد الشفوي التراثي كي تشكّل مجموعتها القصصية، كما أنّها لجأت إلى تفكيك التراث القصصي العربي والإنساني،وأعادت تشكيله وفق رؤيتها.
هذه المجموعة القصصية تفتح الأبواب على أحقّية الإنسان في أن يشكّك في مصداقية ذلك التاريخ الجبري الذي سجننا قروناً طويلاً كما سجن غيرنا من البشر دون أن تتاح لنا فرصة التأويل الحرّ، والتصوّر الذاتي لشكل الحقيقة الذي لطالما تآمر التاريخ المزوّر على طمس ملامحها في الغالب.