وحَسنَاءَُ تُصِرُ على إفْتِتَانِيْ
وتُغْرِينِيْ بشيءٍ مِنْ دَلالِ .
أمَالَتْنِيْ وخَفَاقِي إليها
ومثلي لم يكُنْ بالمُستَمَالِ .
لها حُسنٍ بديعٍ قد تولى
سَبْيَ العقل مِنْ دون احتيالِ .
فكيف أفر مِنْ سحرِ رَنَاها
وقد أردى الفُؤاد بلا نزالِ ؟ .
وما اتصفت بِهِ يبدو كمالاً
وكم تَعنِيْهِ في غير مجالِ ؟ .
وطلعتها تَمَام في تمامٍ
لبدرٍ قد تباهى بالكمالِ .
تحسدها الشُمُوس على سُطُوعٍ
وتَغْبُطها دُجَى قمر الليالي .
واحسبها كما غُصنٍ تَثَنَى
ومثل الظبي إنْ مرتْ قُبَاليْ .
ومِنْ ألطافها ظَرَف وغُنْج
وما تأتِيهِ مِنْ زين الخصالِ .
وحَاشَا أنْ يكون وربُ طه
سُواها خَطَرتْ يوماً ببالي .
لقد شَغَفَتْ فُؤادي أي وربي
وما حُبي عليهِ مِنْ جدالِ .
وروحي في الهوى صارت لديها
وكم شَدِتْ إليها مِنْ رحالِ ؟ .
وتبقى في الحسانِ الغِيد سُؤلِيْ
وأُنْسِي إنْ غَشِتْ سُود الليالي .
ويهواها الفُؤاد وقد تَشَجى
وهَامَ بها هو في كُل حالِ .