خاتمة/بقلم:معين الكلدي(اليمن)

لا أفكِّرُ إلَّا بي
أختزِلُني في قَطْرةِ العَرَقِ التائهةِ في عُنقي بحثًا عن مِلاذٍ آمنٍ للجفاف ..
أتصيَّدُني مع كلِّ واردةِ نَزفٍ، وأُعلِّقُني في حائطِ الفكرةِ كرأسِ غزالٍ مسكينٍ اصطادَهُ بارونٌ ما ..
أنجَذبُ نحوَ طرائدِ اللغةِ وأكتشفُ أنَّني جمعتُها مُسبقًا، ولكنْ لا ضيرَ مِن إطلاقِ رصاصةٍ عبثيَّةٍ .. رصاصةٍ للهوٍ مُصطنَعٍ جريء !
هكذا ..
ومع فنجانِ القهوةِ الأولِ
ومع اهتزازِ عُنفواني بمقياسِ ستِّ نشوات فاصل شهوة
أثِبُ فوقَ جِنِّيةِ خيالٍ ساحرةٍ .. تأخُذُني بجناحَيها في أرجاءِ أمنياتٍ طفوليَّةٍ بريئة ..
هكذا ..
أتقزَّمُ مع الأرنبِ وقبَّعتهِ عندَ بوَّابتِهِ الخارقةِ بعدَ أنْ شدَّتْني ( ألس ) إلى داخلِ بلادِ العجائب ..
داخلي ..
أو هكذا أتمنَّى
لأعيشَ لحظاتٍ خلَّابةٍ وأمسكَ بقلمي المُتَعطِّشِ لأجوهرَها بحبري قبلَ تلاشيها ..
فتبقى لؤلؤةٌ واحدةٌ في السطر
وأتكلَّسُ معَها !
مُتناقضٌ طقسُ الكتابةِ ومُتعدِّدٌ في فصولِه ..
فصلٌ حارٌ وآخرُ مُتجمِّدٌ وفصلٌ من القهوةِ الخالصة !
كثيرًا ما أجدُني في ألفِ خريفٍ مُملٍّ .. ولكنَّني لا أتذكَّرُ منهُ إلَّا جلوسي على الطاولةِ وحدي
ومع هذا لابدَّ لي من اهتزازاتٍ أُخَر !
وهكذا أيضًا
أرشفُ فنجانًا آخرَ مستعينًا بالكافيينِ المُنعشِ ..
ولكنَّ الاهتزازاتِ تتوقَّفُ إلا قليلاً مِن فواصلِها الشهيَّة
وقليلاً مِن المَرارةِ اللاذعة
وقليلاً منِّي
فتَكتبُني بالصَّمتِ وأختمُ بَعدَ ذلك
هكذا .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!