رِمَالٌ تُسَافِرُ مِلْءَ خُرَافَتِهَا
لَا اتِّجَاهَ لَهَا
لَا أَوَانَ لِأَوْبَتِهَا
تَتَجَدَّدُ كَالحُلْمِ
تَنْسَلُّ مِنْ كَفِّ قَارِئِهَا
لَا دَلِيلَ يَفُكُّ مَغَالِقَهَا
إِنَّهُ اللَّيْلُ..
الرَّمْلُ يَحْرُسُ عُشْبَةَ حِكْمَتِهِ
وَ يُقَاوِمُ
الرَّمْلُ حِينَ تُعَانِقُهُ الشَّمْسُ يَأْخُذُ شَكْلَ الكَمَنْجَةِ
تَعْزِفُهَا الرِّيحُ
وَالرِّيحُ كَانَتْ تُقَاوِمُ
وَالأُغْنِيَاتُ الخَفِيتَةُ فِي شَفَةِ الرِّيحِ أَيْضًا تُقَاوِمُ
كَوْنٌ تَوَسَّطَهُ النَّخْلُ، كَعْبَةُ هَذِي المَشَارِفِ
يَمْتَدُّ مِنْ خَفْقَةٍ فِي القُلُوبِ إِلَى سِدْرَةِ المُنْتَهَى
وَ يُقَاوِمُ
النَّخْلُ أَرْفَعُ مِمَّا رَأَى سَائِحٌ عَابِرٌ
وَ أَبَرُّ بِغَارِسِهِ مِنْ بَنِيه
وَفِيٌّ كَبَسْمَلَةٍ فِي الكِتَابْ
وَ عَالٍ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ رَغْبَتِهِ وَالسَّمَاءِ حِجَابْ
الشّاعر: مبروك السيَّاري/ تونس
** من قصيدة: موسيقى الرَّمْل