عليكِ حُبي وحربي وسلامي أيتُها الغائبة.. أما بعد
أنا مُحمد الحُسام!
أول أحبابك وضحاياكِ..
لا تعتريكِ الدهشة من هول المنظر يا عزيزتي، فإن الحُزن الذي تُشاهدينه الآن في محاجر عيناي هو ما خلفه إعصار رحيلك..
أردت أن أخبركِ ماذا حدث بعد رحيلك!
قبل ثلاث سنوات وفي صباح الثاني من فبراير أضعت سعادتي في سوق المشاعر، عندما كنت أقف بجوار إحدى محلات الذكريات..
أتذكر يومها تعرضت للتوبيخ من جميع أفراد الأسرة، وقالوا بأنني شخصًا فاشل لأنني أضعتُ سعادتي في اليوم الذي كُنتِ أنتي في قمة السعادة وأنتي بداخل ذلك الفُستان الأبيض..
السيارة التي حملتكِ إلى بيت زوجك لم تعبُر على الشارع؛ بل عبرت على قلبي، والزغاريد التي كانت في منزلكم تحمل مع موجاتها فرحة عارمة، رافقتها الزغاريد التي في منزلنا وهي تحمل فوق أكتاف موجاتها شهيدًا قُتل للتو في ميادين العشق والغرام؛ ذلك الشهيد هو أنا..
ها نحن اليوم وبعد موت غرامي طويل تقف حروفي أمامكِ وهي تسند نفسها بعكاز الحديث تتمعن في ملامحكِ..
أعلم بأنني تغيرت بشكل كبير، أصبحت ذو شعر كيرلي كثيف، جسدي غزاهُ النحول وأصبح معرض للطيران أن عصفت الرياح، عيناي أصبحت كالكعبة والهالات السوداء حُجاج يطوفون حولها على أمل المغفرة، أسناني تكاد أن تتهشم وذلك بسبب السجائر التي بقيت معي يوم رحلتي أنتي..
الكثير من الفتيات تتوق إلى قراءة كلِماتي، ولكن لا تتوق إلى الحديث معي، لأنهُ سبق وتحدثنَّ معي وكانت حصيلتهُن من ردودي غرور صارخ في صدور رسائلي..
بعد رحيلكِ تغيرت كثيراً..!
لم أعد أنام الساعة العاشرة مساءً، لم أعد استيقظ في الصباح الباكر، عقارب ساعتي اليدوية قمت بإيقافها منذُ رحيلك، رأسي مصاب بالدوار وذلك بسبب نقص السُكريات بعد رحيل الجلوكوز عني، أناملي ترقص على جبين الحروف رقصة الموت وكأنها طائر تمت إصابته..
لقد تغيرت كثيراً..
لم أعد أعشق النساء!
أُفضل أن أدخل بعلاقة حُبَّ مع سُلحفى بدلاً من أي فتاة، هذه الحقيقة التي أخبرت بها إحدى المعجبات بِكلِماتي، ولولا حُبي لوالدتي لوقفت على منبر المسجد وأخبرت أهالي القرية بأن الأرض لم تعد بِها أنثى صادقة، فالانثى قد تبيع مشاعرها بحفنة من النقود وسيارة فاخره وبيت ذو شرفه جميلة..
حسناً حسناً .. لقد أطلت الحديث أود أن أقول لكِ في النهاية بأن رائحة عطرك جميلة لقد شممتُها بالأمس على فُستان ابنتك وهي تلعب مع أولاد اخي.
قتيلُكِ محمد الحسام!
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية