مضَى/بقلم:محمد عرب صالح

لكي يشترِي منْ غابةٍ غُصُنًا
لأنَّ ضِلْعًا بِفِعلِ الشهقةِ انكَسَرا

لأنَّ سِربَ يمامٍ نامَ في يَدِهِ..
من فَرطِ ما كان غَضًّا يُشبُهُ الشجَرا

مَضَى..
وفي إثرِهِ “الجِيتَار” حيثُ مَضَى
وأُغْنِيَاتٌ “صِغَار”.. حَيثُما عَبَرا

لَكَمْ تَمنَّعَتِ الأحلامُ حِين غَفَا..
وكمْ تساقَطَتِ الأحزانُ وقتَ جَرَى

وكم تَوتَّرَتِ القِيثارُ..
إذْ رَقصَت رَبَابةٌ
حينَ سَمَّى قلبَهُ: وَتَرا

أَتَت إلى بابِهِ الأيَّامُ مَحنِيَةً رُؤوسُها،
وإلَيهِ الحظُّ مُعتَذِرا

أَلقَى المفاتيحَ..
واسْتلْقَى على مَهَلٍ
كَمَنْ يَرومُ نُجومًا، أو يَعُدُّ ثَرَى

وقال:
لا نهرَ يُطفِي جانِبَيَّ..
ولا أنا الصحارَى لِكَيْما أَطلُبَ المَطَرا

أنا المصابيحُ..
لا رِيحٌ أُصادِقُها،
ولا سَكَنْتُ سماءً كي أُرَى قَمَرا

أنا بِلادي.. وقومي العاشقونَ،
وذِي..
عباءة الشوقِ: أزرارٌ تَـقُدُّ عُرى

فأيُّنا يا ليالي كانَ مَحضَ فِرَى!
وأَيُّنا كان كأسًا!
أيُّنا سَكِرا!

وهلْ على عَيْنِ وجهِي أَيَّما حَرجٍ
إذا تعامَيْتُ..
مادامَ الفؤادُ يَرَى!

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!