إلهي وأنت اللطيفُ الخبيرْ
وأنت العظيم السميع البصيرْ
أيدركني اليأس يا خالقي ؟
بأحكام دهرٍ دميمٍ ضريرْ
دعوتُك تكشف عنّا الظلام
وترفع هذا الدجى المستطيرْ
فأنت المؤمل في كل حالٍ
وأنت المعين وأنت النصيرْ
تباركتَ يا من فطرتَ الوجودَ
وأتقنتَ صنع الجمال المثير
وسبحانك الله في كل حينٍ
وعند أوان الندى والهجير
أتيتُ بقلبٍ يريد الخلاصَ
وإني بغيرك لا أستجير
وجئتُ وفي الروح شوقُ المُحبِّ
وروع الأثيم التقي الكسير
كتابُك يا رب لي خير زادٍ
به من دياجي الخنا أستنير
فعند الصباحات يجلو الأسى
بروحي وفي الليل نعم السمير
أدين بكل الوصايا التي
أضاءت …. بهدي السراج المنير
نبي الهدى أحمد المصطفى
حبيب الإله البشير النذير
إلهي لغيرك لا أرتضي
وقوفًا لأجل العطاء اليسير
ولن أطلب المال من موسرٍ
ولو أنها حبة من شعير
فيا مالك الملك لا أرتجي
جزاء مليكٍ هنا أو أمير
ولا أبتغي حظوةً من عزيزٍ
ولا رفعةً من كبيرٍ صغير
طلبتك يا رب مأوى السلام
ألوذ به في المتاه الخطير
فخذني إلى حيث يعلو المقام
وإن كان حبل اتصالي قصير
إليك توجهتُ أرجو الوصول
إلى الخلد عند انقطاع الزفير
إليك وبي رهبة تستغيث
وخوفٌ يصاحبني في المسير
أعوذ بنورك يوم النشور
من النار والقيظ والزمهرير
دعوتُك مستيقنًا واستعنتُ
لأنجو من النار بئس المصير
إلهي تكــور وجه الضلال
علينا وأفتى ببول البعير
أعدني إذا ما أضعتُ المسار
وضيعتُ منجى الصراط المُجير
لأبصُر في الدرب ماذا يضير
وماذا الذي في الهوى لا يضير
تباغتني في الهوى غفلةٌ
وتوقظني صحوةٌ في الضمير
إلهـي بمَنِّك ألهـمتنـا
وذلَّلت في الكائنات العسير
وأوليتنا الخير والمكرمات
ومنك وعنك الكثير الكثير
فوالله لو أنني مت فقرا
وألجأني الفقر فوق الحصير
لما قلت إلا لك الحمد ربي
وأنت على كل شيءٍ قدير
لك الحمد مهما تمادى الأنين
وأرقني ليل حزني المرير
لك الحمد إنك رب غنيٌّ
وإني لجودك عبدٌ فقير
أنا لا أطيق اللظى والجحيم
ولا غضبةً في عذاب السعير
أحبك يا رب حبًا يليق
بمجدك يا ذا الجلال الكبير
أحبك حب الذي يرتجيك
ويطلب منك العطاء الوفير
إلهي إذا يبست في الدروب
حظوظي ببخل الزمان الحقير
ففضلك يا خالقي وارفٌ
وفيض عطاياك بحر غزير
فلا تخزني حين تعنو الوجوه
وتسودُّ يوم الخُروجِ الأخير