صارَ النِّفاقُ لِجُلِّ النَّاسِ مَفْخَرَةً
صارَ الزَّمانُ زمانَ الْمَكْرِ وَالْفِتَنِ
خَلْقٌ وَقَدْ مَسَحُوا ألْفاظَ عِزَّتِهِمْ
باعُوا مبادِئَهُم جَهْراً وفي عَلَنِ
لا يَخْجَلُونَ وَقَدْ بانتْ مَقاصِدُهُمْ
عارٌ لِأَولادِهِمْ عارٌ على الزَّمَنِ
فَخْراً يقولونَ هُمْ أَهْلٌ لذي كَرَمٍ
قَولُ النِّفاقِ لَهُمْ وَحْيٌ مَنَ الْوَثَنِ
قَدْ شَوَّهُوا عَلَناً لِلْخَلْقِ صُورَتَهُم
مِنْ أَجْلِ نَفْعٍ وَلَو بَخْسٍ بلا ثَمَنِ
مِنْ جَهْلِهِ يَبْتَغي مِنْ ذاكَ مَنْفَعَةً
مِنْ جَهْلِهِ أَنَّهُ قَدْ صارَ في الْعَدَنِ
هَلْ كانَ ذو شَرَفٍ مَنْ باعَ مَبْدَأَهُ
مَنْ ذا بِلا شَرَفٍ كالْمَيِّتِ النَّتِنِ
ماتَ الْجمالُ فلا شِعْرٌ ولا حِكَمٌ
لا عِلْمَ يُبْنى بِهِ بَيتٌ مِنَ الْمُدُنِ
يا مَنْ بَنَيتَ بِغِشِّ النَّاسِ مَنْزِلَةً
بِالْخِزْي تَبْقى وَحَتَّى أَنْتَ في الْكَفَنِ
فَالْبَعْضُ مُفْتَخِرٌ في رَفْعِ رايَتِهِمْ
في رَفْعِهِمْ رايةً لِلْغَدْرِ لِلدَّخَنِ
جَهْلٌ وَيَطْرُدُنا مِنْ عُقْرِ مَنْزِلِنا
يا وَيلَنا ما لنا شِبْرٌ مِنَ الْوَطَنِ
في ظُلْمَةٍ آَنَّهُمْ يَبْنُونَ مَنْزِلَهُمْ
فَالنُّورُ شُؤْمٌ لَهُمْ لو صارَ في السَّكَنِ
أَهْلُ النِّفاقِ فَهُمْ أَهْلٌ لَهُمْ قِدَمٌ
تَأْريخُهُمْ حافِلٌ بِالْوَأْدِ لِلْحَسَنِ
في كُلِّ جُرْحٍ لَهُمْ كَفٌّ تُعَمِّقُهُ
حَتَّى يَغُورَ إلى رُوحٍ مِنَ الْبَدَنِ
في كُلِّ وَقْتٍ أَرى آَوكارَ فِعْلَتِهِمْ
يَنْتابُني أَلَمٌ أَكْويهِ بِالْوَسَنِ
يا قَلْبُ إِنَّ الَّذي فاضَتْ مَواجِعُهُ
لم يُبْكها أَلَمٌ مِنْ كَثْرَةِ الشَّجَنِ