وطني يا مفتخري الأكبر
يا جنَّةَ عشـــقي والكوثر
أقسمتُ بحرفِكَ في شفتي
وبثغر صباحــك إن أسفر
ما كان لمثلك أن يشقى
أو كان للونك أن يحْـمَرْ
من ساق الموت إليك جنى
ذنبا بالتـــــــوبة لا يُغْفَر
مأساتك تَبــــريني ألما
وتشق فؤادي كالخنجر
وأنا مكتظٌّ يا وطـــني
بجراحَكَ في بحري والبر
الحرب جنايةُ من كفروا
بإرادة شعبِــكَ أن تُنصرْ
من سرقوا أمْنَك واتَّخذوا
ساحاتــك معتركا للشر
من باعك بخسا للأعدا
من مَزَّق جسمَك أو شطر
من أيقظ نارك في عدنٍ
من أحرق صنعا من دمَّر
الحرب خيانة من حنثوا
قسمًا بحمايةِ سبتمبر
لا تخدمُ إلا من صنعوا
لسكونِك عاصفةً صرصر
طرفاها خارجَ مسرحِها
والنائب عنهم مَن يظهر
أسرارُ اللعبة فيها أن
لا فوز لكسرى أو قيصر
الحرب فتاة فاسقةٌ
يركبُها الأحمقُ والمغتَرْ
ألْيَن ما فيها قسوتها
رحمتها في الموت الأحمر
وأخفُّ مصائبها ضرا
في أكل اليابس والأخضر
الشعب ضحيتُها الكبرى
ووقودَ لظاها لا أكثر
ما أكثرَه فيها حطبا
ما أكثرها موتا أحمر !
لا ناقةَ فيها أو جملاً
للشعب ولا صلةً تُذْكَر
ستزيد مقابرُه عددًا
إن طالت مدتها أكثر
وطني يا أولَ معبودٍ
من بعدِ الله ومُسْتَغْفَر
أفديك هواءً في رئتي
و رمالا من دَمِّي تسكَر