وتسألُني عن الخبرِ اليقينِ، وكيف قد يأتي؟
عن المفتاح في أُهْزُوجَة العشقِ؟
وعن عشقي وعن ليلي وعن بوحي وعن صبري؟
وتهزجُ بي … وترحلُ بي
وأبصر في معاني العشق بعض خرائط التّيهِ.
قيامٌ أنتَ.. مِسْبحةٌ بلا خيطٍ ولا خَرَزِ
مجازٌ أنت كالقدَرِ
وأمْرٌ أنت مسكونٌ بمزمارٍ من العوسجْ.
كيف لا تحتل قامتكَ المجازاتُ الشرودُ
وكيف لا تشردْ؟!
حفِيًّا فيك تجري الريحُ والأمواهُ.. والزئبقْ
وتسألُني ..وتسألُني
لماذا نصفيَ المحموم لا يشكو .. و لا يرنو ولا يُصهرْ؟
مقامُ الحزنِ يعرفُني
يدغدغني
يتسلّل عبقه بأنفاسي
يتسلل إلى وتري
يشاكلني
يكبّلني
ويبصرُني الجَوَى الشَّادي
ففيه توضَّأتْ هدبي وصلَّتْ فيه قاماتي
أنا والطائرُ المجروحُ والبدرُ الذي
أضناه صمت البحرِ نصفانِ
فلا أُقدِّم المعنى لدائرة العدم
قد يعرفني المعذبون
وأعرفهم عن بُعد
وأعرفُها شفاه الوردِ
أعرفُها عيون القلبِ
أعرفُ شِرْعةَ الباري
وأشرعُ كلّ مدرسةٍ ، وأقرأ كلّ فاتحةٍ
وأنظمُ زيتَ مشكاتي
وأرفعُ كلّ ساريةٍ على أوتاد آهاتي
يتيمةٌ
لا تتبجّح
في مخيمات المقهورين
و في دماء
صغارها المذبوحين
باسم الله
وتسألني لماذا لم أُهزجْ ..؟!
كأنَّكَ لم تراودْ لهفةَ العشّاقِ عن نفسي
وآلاف النُّسُور تمورُ في رأسي
وتجمعُ عُشَّها الصوفيَّ .. في دفءٍ وفي شغفِ
أضيءُ لها زوايا القلبِ
أحضنها وأبتهلُ
ويزهرُ عندنا الحبقُ
ونمضي في مَسارِ العطر..
نمضي ثم لا نصلُ .. متى نصلُ ؟
ظلامٌ هامَ في قبسي
مِدادٌ حار في سُؤلي
دُوَارٌ طعمهُ كالآسِ ، كالرَّيحانِ يا مَدَدي
يقينٌ أنت كالفيروزِ
شكٌّ أنت كالعشقِ
سريعٌ مثلَ ومض الشِّعرِ
رسولٌ مثلَ عطرِ الليلِ ، مثلَ رسائل الوجد..
رضيًّا فيك يجري الدَّمْعُ، والأجرامُ ..والكوكبْ
وتسألُني ..وتسالُني
لماذا قلبيَ المشطور لا يغفو ..ولا يهفو
ولا يَثملْ ؟!