صنعُ الجميلِ بغير ذنبٍ سلَّمَهْ
غدرا إلى سفَّاحِه كي يعدمَهْ
لمَّا رأى باليتمِ جِروًا جائعًا
متعثرًا بالمهد يشكو مأتمَهْ
ماظن سوءً في الطفولةِ أورأي
غير البراءة في نيوبٍ آثمََهْ
لو أدركَ العنزُ الوديعُ بعقله
ماطاحَ غدرًا بالذئابِ المُجرمَهْ
ما رَقَّ قلبًا وانحنى في ضرعهِ
عطفًا بجرو الذئب حتى يطعمَهْ
وأدَرَّ ضرعًا ساخيًا في جوعهِ
الله كم أرعَى الخبيثَ واكرمَهْ
حتى البلوغ إلى يَفَاعَةِ كاسرٍ
في خِسَّةٍ شَحذَ النيوبَ اللَّاحمَهْ
مازال في فمه ومنبتِ نَابهِ
عبقُُ يفوحُ بعطر ثديٍ أطعمَهْ
جحدَ الجميل تنكرًا بطباعه
ماصانَ من حقدٍ لئيمٍ مُكرِمَه
من أنبأَ الجروَ اليتيمَ بأنهُ
من أصل ذئبٍ آه ما أقسا فمَهْ؟
ومن الذي أوحى إليهِ بِخلسةٍ
أنَّ المخالبَ للدماءِ مُصَمّمَهْ
شحذَ القواطعَ غادرًا متوثبًا
متنكرًا بجحود نفسٍ مُظلمَهْ
والذئبُ لوقد عاش يومًا مؤمنًا
بجميلِ مُرضعهِ لما أجرى دمَهْ