المروخات الطبية، علب الفازلين ، الوصفات الشعبية، تعاويذ عويشة (خلاكينها) بخور أمي، سبع عيون، لم تجدِ نفعاً لاعتدال الالتواء الذي مرّ هناك كشارعٍ ترابيّ أعيا رفوش الفلاحين في استقامته..
أين الحرمل من كل ذلك؟
لم تمرّ بي (نادية لطفي) ولم ألتقي بابن عبد القدوس يوماً ليخبرني بلسانها ( أنا أدعى نادية لطفي، تعودت أن ألوي أعناق الرجال كلّما مررت بهم) فيا ترى من أين جاء هذا الالتواء وبهذة الطريقة الغريبة؟!
ولم تسجل كاميرا صلاح أبو سيف مشهداً واحداً لذالك؟
أشار لي يوماً أحد مدرّسي اللغة، أن الالتفات للفعل الماضي يؤدّي لجرّ الأعناق َوفي مرات لكسرها..
لكنني لا أتقن شيئاً من همزات الوصل أو القطع ولم أعبث ببدلتهِ وإن كانت بفتحةٍ ظاهرة عند الخلف،
الجرس لوى عنق الدرس.
لكن للشعراء وعلى لسان كبيرهم الذي علّمهم كل الأشياء إلا الشعر
(تلوي أعناق الرجال المطامع)
لذا تراهم يلوون أعناقهم كثيراً (للمتشاعرات) قبل النص ولا أنكر حين أكون كذلك بفارق بسيط أني لا أجيد الشعر ومازالت عنقي ملتوية ، أتحسسها وإن امتهنت التواءها الكبير وبشهادة كل الشواعر.
لا أنكر، كثيراً ما أمتهن لعبة اللف والدوران وألوي عنق الحقيقة كلما سألتني المعلمة عن غياب يوم امس،
والحمامة حين سرقت فرختيها،
وحين وعدت أمي بعمرة أهديها
وكلّما رجعت خاسرا مع فريقي في لعبة الكرة
ولم يكن آخر الوعود إلا وفاءً لذيل الكلب.
المتلازمة الأزلية بين الأعناق والتوائها تأخذ بعداً هولياً خارج أرطنة الترقيم العددي وحسابات الشيرنج وبلغة الترميز الصفري، لذا لا تفاسخ بين نكاحهما، لا ينفكان بتزاوج مضنٍ، هكذا بلغة التبعيض والتأويل وبقراءة أولية لخارج العنق (الأملح) وداخل الالتواء المتصبب عرقاً بدرفلة معامل الحديد والطابوق.