أكتب إليك لا حُبًّا في العتاب، ولا رجاءً في إجابةٍ منك، بل لأُحرّر الكلمات التي اختنقت في صدري، وأمنحك حقك من الحروف التي كنتَ يومًا تسكنها.
أيُّها الخائن/ة،
كنتَ وعدًا من السماء، وصرتَ لعنة الأرض. كنتَ أملًا في العتمة، فأصبحتَ أنتَ ذات العتمة التي أحاول الهروب منها. أتعلم ماذا تعني الخيانة؟ إنها أن تزرع في الروح وردة، ثم تمضي لتدوسها بلا اكتراث.
كيف تمكنت من جمع كل هذا الغدر في قلبك؟ كيف استطعت أن ترتدي أقنعة الحب وتُخفي تحتها خنجر الخداع؟
أيُّها الخائن/ة،
قد كنتَ الجسر الذي عبرتُ به نحو الأمان، وها قد تحطم الجسر، وسقطتُ في هوةٍ لا قاع لها. لستُ غاضبة فقط؛ أنا مُنهَكة من محاولتي فهم ما لا يُفهم، ومن تساؤلاتٍ لا إجابة لها.
لكن اسمع، فإنَّ من يُكسر يُعيد بناء نفسه، ومن يُخدع يتعلم الحذر. وما أريده منك الآن ليس اعتذارًا، بل صمتًا. صمتٌ يكفي ليشفى الجرح، ولأنسج من غبار الذكرى حياة جديدة لا مكان لك فيها.
وداعًا، وكن حيث ألقتك خطاك.