أنا أحبك وأنت مولعٌ بي! فلماذا نحاول اختلاق قصص ترتعب من صدقها عينانا؟ لماذا أهرب من عينيك كلما لمحت فيهما احمرار الشوق؟ ولماذا تهرب عيناك من شفتيّ كلما ناديتك؟
أ لهذا الحد نحن تعساء! أ لهذه الدرجة نكره الارتياح من العذاب؟ نتشبث بكبرياءٍ ذليلٍ وغضبٍ هشٍّ سيختفي مع أول عناقٍ يتوحد فيه جسدينا.
فماذا ننتظر؟ أ أنتظر خطوتك الأولى أم تنتظر انكساري؟
كيف أبرهن لك أنّي أربعين شقفةٍ وأنّك من دون قدمين تستطيع الطيران؟!
ألبس ظلمًا أن يفصلنا بحرٌ وميناء ونلوّح للغرباء وكتفي يستند على كتفكَ وهم يضحكون؟ أنت قاتل وأنا ظالمة وكلانا يختبئ في جرمِ الآخر ويعي جيدًا أن الحقيقة؛ ما أنت بقاتلٍ وطهرك لا يحتمل اليقين، وما أنا بظالمةٍ وخطيئتي الوحيدة هي؛ أنت.
أنا أردد مع أم كلثوم: “وهاتلي قلب لا داب ولا حب ولا انجرح ولا شاف حرمان”
وأنت تكملها في مكانٍ ثانٍ:”يفيد بايه يا ندم وتعمل ايه يا عتاب… طالت ليال الألم”
ويكملها الصدى بين انتظارنا: “كفاية بقى تعذيب وشقا، ودموع في فراق ودموع في لقا”
هكذا يمضي كل موت منّي إليك ومنك إليّ…. فمتى تُقبض أرواحنا ونمتزج كالطين؟