أرواحنا المتنمرة/بقلم:خالد القاضي

يا ترى إلى أين تذهب
أرواحنا المتنمرة
عند كل مساء؟!
ما الوجهة التي تؤممها؟!
وماذا تفعل فيها خارج
أجسادنا المتصنمة
كحبات خردل لا حياة فيها
سوى الرائحة؟!

أرواحنا
لم تعد تهتم بنا
أو تأخذ رأينا في الخروج
منا أو لا

تتركنا لحالة شعورية
من الخفوت المهدهد
بنفخة ذكريات خفيضة
أو نسيمات أحلام مستحيلة
ونحن كشعلة شمعة ذاب كيانها وهي الآن في النفس الأخير لها

تتسرب منا أرواحنا
وتترك أجسادنا واقفة
على عمود معلق في سماء اللاوعي
عن يميننا موت نهائي أغطش وعن شمالنا حياة عبوسة
متشهية لتذوق عذاباتنا
حين نعود إليها

نبقى على عمودنا الهذياني العناصر الذي تُرِكنَا عليه
نتهادى كبندول ساعة
لا نقع هاهنا أو هاهنا
هكذا حتى تعود تلك النفخة
من رحلة الدروشة
متى ما طاب لها أن تعود
لتتسلل من حيث لا نعلم إلينا
فترجع بنا من حالة التيه
إلى فترة حملنا لجنين التعاسة
الذي طال موعد ولادة قلوبنا المضناة به
تريد التخلص منه
وهو الذي يحتل داخلها ككابوس
تريد رميه خارجها بعيدًا
إلى غير رجعة
لعلها تحمل مولود فرح يبهجها
بعد ذلك

لم تعد قادرة قلوبنا
على تحملها
للحمل الثقيل
وأرواحنا تشاهد
من المرتفع
الذي تسكنه
ما نعانيه وتلوك بلا مبالاة
لُبَان التشفي
وتعد نفسها للرحيل النهائي
مع كل لحظة تمضي ببعضنا الحي
وتقربنا إلى الفناء زلفى

سترحل في أي وقت بنورها
بلا عودة أخرى
تاركة طينيتنا القذرة المعتمة
لعتمة الأرض..
والنسيان.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!