ما قبل الغياب الأخير/بقلم:وليد الشرفي

قلقٌ وحرفٌ نازفٌ ودواةُ
وفجيعةٌ وقطيعةٌ وصِلاتُ

وبدايةٌ كنهايةٍ، لا فرق إذ
نبدو كمن تمشي به الهفواتُ

و جميع من ألِفتْ عيونكَ كذبةٌ
كرهتهمُ من دونكَ الكذباتُ

ما زلتَ خلف الرِّيح تجري مُكرهًا
و تهبُّ خلفكَ في المدى الآهاتُ

كل الذين عرفتهم بنزاهةٍ
لهمُ مع سرقاتنا نُزُهاتُ

من أقسموا للحبِّ كل دقيقةٍ
هم نفسهم للحاقدين رُعاةُ

لا وقت للأشعار، قال: حكيمنا…
عند الرصاص تُطأطئ الكلماتُ

*

قلها، و عد من حيث جئتَ فما بقى
إلا العناء، و هذه اللعناتُ

قلها لعلَّكَ أن تفيق بموطنٍ
أو لن تفيقَ، تساوتِ الغاياتُ

عاداتُ هذي الأرض تحكم باسمها
و تضجُّ من تقديسها العاداتُ

*

عودي لنقتطف المساء و ننتقي
أملًا، و تلهثُ خلفنا اللهفاتُ

لا غادةٌ إلا و كانت سلعةً
إلَّاكِ، عفَّتْ بعدكِ الغاداتُ

عودي كمن حمل الرَّبيع بكفِّهِ
و بكفِّه لا تنحني الراياتُ

نبتتْ بخدكِ ياسمينات الهوى
و ترعرتْ في جيدكِ النَّاياتُ

*

قالتْ ليَ الأيام: عفوا لم تعدْ
إلا خيالًا، دونها حاجاتُ

خذْ نحوها الصَّدر المعذَّب و لتعد
من دون قلبٍ، فالقلوب شتاتُ

دعواتكَ الأولى لها، ذهبتْ بها
يومًا عليها تُرفع الدَّعواتُ

و ضجيجكَ المحشو بالأنَّاتِ قد
يغدو سكونكَ، و الهوى أنَّاتُ

قد قال لي الشَّجن الذي عانقته:
يوم اللقا ستضيعكَ ال(هاياتُ)

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!