منذ الوداعِ وقلبي صــــــارَ مضطربا
يقتــاتُ شوقًا ويحسو لوعةً وصبــا
يا نـــاثـر الحبِّ وردًا بــين أوردتي
أزهارُك الخضر أمست بالنوى حطبا
نيرانُ شوقي غدت في القلبِ ثائرةً
وليس إلاك يطـفي الشوقَ واللهبـــا
من يخمدُ الآن شوقًا شبَّ في رئتي
وقـــد نأيتُ على الأوطـــــانِ مغتربا
أسقيتُ صبًا حقولَ الوجدِ من شغفي
فأثمـــرت نخلُـــها الحـــرمانَ والتعبا
يا ساريــــات المـنى هــاتي رسائلها
وأسمعي القلبَ منها في الغيابِ نبــا
قصــائدُ الشوقِ روحي من تسطرُها
حتى غدت في مرافي مهجتي كتبا
لـولا هـــــواهـا لمـا خطيتُ قـافيـةً
ولا نقشتُ جنـــوني بالهــوى خُطبا
ولا نثرتُ قــوافي الشعــر بين دمي
وســــالَ شوقي عــلى أجفانِها أدبــا
عـــامٌ مضى دون أن ألقــاك يا امرأة
أسكنتُــها أضلــعي والـروحَ والهـدبـا
كــــأنَّها في مســامـــــاتي وأوردتي
بالحبِّ بلقيسُ والوجــدانُ صارَ سبا
سأركضُ الآن من خلفِ المدى شغفًا
وأمتطي الأفــــقَ في لقياك والسحبـا