أتيتك لائذا بكِ/بقلم:محمد عبدالواحد باعبّاد

أتيتك لائذا بكِ منك ليني
حنانيك الرجاء فلا تبيني

أتيتك حـامـلًا آمـال طفـلٍ
وقلبا لا يخون على يميني

أتيتك مـدركًا حجـم التخلي
عن الأوطان كي تستوطنيني

وجئتك متعبًا لأقـول لطفًا
أعينيني على الدنيا أعيني

طويلٌ ليـل هذا القلب دومًا
فعذرًا منكِ، يا أنتِ اعذريني

وعيشـي بعـضهُ حتى ترقّي
لحـالي يا فتـاةُ وترحـمـيني

جهنّم في ضلوعي يا نعيمي
إلى فردوسك الأعلى خذيني

ففي البلد السعيد رأيت حزني
وذقت الخوف في البلدِ الأمينِ !

وجئتك والفـؤاد الغض يهذي
كأولـى القبلـتـيـن من الأنـيـن

يصيح بيا (فِلَسْ) والدمع يهمي
على (طينٍ ) يواسي حزن (طيني)

يـذوق مـرارة الخذلانِ ، إني
أعـوذ بربـنـا أن تخـذلــيـنـي

بصـمتٍ بحتُ بالعينينِ حتى
تري مـا في الفؤاد وتسمعيني

ولم أُشعل بك الأحــزان إلا
لنطفئـها سـويًّـا ، يا وتـيـنـي

كــتـابي لم يـكـن إلا نـزيــفًا
لجـرحٍ من جراحات السنينِ

فإن تضعي يديكِ تـضمِّـديهِ
أنا ذاك الكـتاب فضَــمِّدِينـي

وهاتِي الحزن منكِ هنا وخلّي
ليَ الأحـزان يا فـرحَ الحـزينِ

ويا أنفاس إصباحي وشمسي
ودفء مشاعري ورؤى حنيني

وبنَّـةُ مهجتـي ، فنجـان عمري
ونـخلُ هـوايَ ، زيتوني وتيني

ويا روحـي التـي أرتاح فيها
ويا (ج) الجـوابِ لكل (س) ِ

ويا وجهًا يفيضُ عليَّ بشرًا
كبشرى العفو في قلب السجين

ويا جنـاتِ حبي ، يـا ملاكي
وسلوة خاطري ، يا حور عينِ

أنـا شـعـرٌ يعـيشُ بلا شعــورٍ
ولا مـعـنـى إلـى أن تقـرأيـني

أنا لغة الحنين بغير حرفٍ
هلمي بالحروف وأبجديني

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!