محمود درويش:
“على هذه الأرض ما يستحق الحياة”
…………….
أدندنُ الآنَ والأطيارُ في كفّي
ويشهدُ النجمُ كمْ دنياكَ لي تكفي
ففي فؤادي ضياءٌ فاحَ من حلُمٍ
وها أنا أرتدي صوتي ولا أُخفي
أدمنْتُ همْسكَ يُحييني ويُسكرُني
سكبتُ منه على ثغر الندى حرفي
أهيمُ لحنًا وأهذي بالصدى ولهًا
إنّي وُلِدتُ مِنَ النايات والعزفِ
إنْ جئتَ منكسِرًا أعطيكَ
أجنحتي
إليكَ أمشي بلا خوفٍ ولا ضعفِ
ما زلتُ أنسجُ من عينيكَ أغنيتي
لو أنّ قلبَ الهوى يبدو بلا طرْفِ
لا، لا تلمْني إذا ما البوحُ أرهقَني
فالصمتُ نارٌ، كما لو خلفَها حتفي
كمْ كنتُ أرغبُ أنْ نحيا بلا أسفٍ
ونجعلَ الحبَّ حلمًا عاليَ السقفِ
أشقى ببعدِكَ لكنّي على ثقةٍ
أُطفي الزمان ولا هذا الهوى أطفي
كمْ، كم أحبُّكَ مذْ كانَ المدى ولدًا
يهزّ نبضي اشتياقٌ خارجَ الوصفِ
أراكَ في وجهِ طفلٍ نامَ مرتجفًا
يحتاجُ منّي إلى نزرٍ من العطفِ
تبقى، لأنّكَ في الوجدانِ زنبقةٌ
تُروى، وتُزهرُ في الأحزانِ كالنزفِ
ما زالَ لِلعُمْرِ أحلامٌ نعيشُ بها
كمْ أطلقَ الحبُّ في الأحلامِ من دفِّ
كمْ من رؤىً سكنتْ
روحي وما رحلَتْ
فهل تُرى تُمرضُ الأيّامُ أمْ تُشفي
أمضي إليكَ وفي لقياك َ منطلقي
لأجلِه كلُّ شيءٍ عفتُه خلْفي