عراق 2007/ بقلم: يونس علي الحمداني

يا عراق

حزني عليك حُزن ثكالى

مرّوا عبر القناطر

وسلكوا المُنحدرات الوعرة

عرّجوا شمالًا

ويميناً تحت المطر والدّموع

راحوا في لهفةِ الوَجد

وضَيعة البُعد

يفكون سرّ الفقدِ

وينشدون قوافلًا وأر تالاً ..

يسيرون بلا خرائط

يمشون على قلوبهم

يدوسون أنفة الوجعِ الناهض

يلعبون بالنّرْدِ على أماناتِ الوطن

المُحصَنة

يغامرون بالحدودِ وتاريخ

الجدودِ التليد ..

بكل ما يمسّ شَغاف شَفرةٍ

متجردة

لملموا أوطانهم في طواحينِ الهواءِ

العابرة .. سادرين

والليلُ البَهِيمُ يجمع في خشوع

السّكونِ العندليب والبُوم

نفثوا:

سلامٌ على بديهياتِ السلام

وعلى أرائكِ التُراب المُفلطحة

على عَباءاتِ الغيوم النّزقة..

فراسخُهم المتدافعة أمامهم ووراءهم

أسراباً مِن طيورِ القطا المُتعطّشة في أزمنةِ

الغُبار

هم وأزمنةُ الغُبارِ فرسا رهان

والراحلُ العتيد مِن هذا الكهف حَجَر

صَوّان

وعبر الحُبِ المتجدّدِ نصطادُ الحزنَ

في ملامحِ المالك الحزين..

الطائرُ الذي هجَرَ أفقنا

يصطادُ صقور أفكارهِ

بعيدا..

لقد ملأتْ آفاقنا الغربانُ

تنقر حِنطة البَسمة مِن ثغرِ طفل

وثغرِ شهيدٍ يحلمُ.. يحلم..

ما تزال أفواهُ الجروحِ تقضمُ نكهة

النعناعِ نشيدا ودعاء

تكسر أجنحة البَشارةِ بغدٍ ربّما

يعانق البساتين والجنان..

في زمهريرِ الصَحو ليس ثمة

نائم سوى مَن  في المزابل

وعلى حوافِ الخُزعبلات حيث يتراشق

كل مُعمّمٍ وخامل وجاهل

وحتما لا غَمام في المناجل..

والكِلابُ تسرحُ مع غيرها بالجماجم

كأنها الرّعاةُ غير أنها في تزاحم

وكلنا نبذرُ الخَنافس

والجراد في المضايفِ

والدّواوينْ..

كلٌ آتٍ يا عوانس

الأحلام

لا بد مِن تعليق التّمائم

في عُنقِ الأمسِ ونثر الرّماد في

بِحارِ الاحتباس

لئلا تنثرُ الأرضُ نحو السماء

مطراً أسوداً

فقاقيعه على شكلِ

دمامل

 

 

 

 

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!