ألا إنَّ هذا الوقت يَهمي عجائباً
وأعجب ما نَلقاهُ ما حَلَّ بالعَربْ
لقد كانوا أهلَ المَجدِ والبأسِ سَابقاً
ومِن ذِكرهم كِسرى بإيوانهِ ارتعبْ
وكانَ لهم مَجدٌ تعالى شُموخهُ
وقد كانَ مثل الشمس لكنَّهُ غَربْ
فعادوا هُمُ الأتباع مِن بعدِ عِزِّهِم
نراهم وقد صاروا لِشرِّ الورى ذَنبْ
وما دفعوا ظُلماً ولم يَحفظوا حِمى
ولم يَصنعوا مَجداً ولم يَبلغوا أرَبْ
أتدرِ لِمَاذا العُرب لم يدفعوا العِدا؟
لأنَّ حُماة الدار أسيافهم خَشبْ
نراهم برغم المال صاروا بذلِّةٍ
ولم يَطعموا طِفلاً ولم يُشبعوا سَغَبْ
يعيشون بين الغمِّ والموت حولهم
ولكنَّهم ماضونَ في اللهوِ والطَّربْ
ويَسعون في جُهدٍ لتمزيق أرضهم
ويُطفونَ نارَ الحقدِ(بالجاز)ِ والحَطبْ
إذا شاهدوا قُطراً إلى العِزِّ تَائِقاً
نراهم وقد صَبُّوا على شَعبِهِ الغَضبْ
ويَرمونهُ بالويلِ والغمِّ والضنى
ويَكوونهُ بالهمِّ والشرِّ واللهبْ
فإمَّا هَجوناهم فمِن قُبحِ صُنعهم
وليس علينا اليوم لومٌ ولا عَتَبْ
فقولوا لحُكَّامٍ وقد خابَ سعيهم:
لقد ضاقتِ الأعراب من هذهِ النُّخبْ
فأُمَّةُ خير الخَلق لا بدَّ أن تَرى
صباحاً جميلاً يَحمل النَّصرَ للعَربْ
وتحيا بلاد العُربِ بالسِّعدِ والهَنا
وتُثمرُ دوحُ النخلِ والتينِ والعِنبْ
ونلقى فلسطينَ وقد عادَ مَجدها
وقد زالَ أفَّاكٌ لها احتلَّ واغتصبْ
وآمالنا تِلكم.. ستغدو حَقيقةً
ثقوا بالذي سَوَّى ومَن أمرُهُ غَلبْ
إذا ما توكلتم على اللهِ ذي العُلا
وأوجدتم الأسباب فالنَّصر قد وَجبْ
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية