وشوقي للحبيب كأي نَارٍ
فمن يأتي لناري بإنخمادِ ؟ .
وفي قلبي حنينَُ ليس يُخفى
لمنْ بالهَجرِ قد أبكى فُؤادي .
وإني أقتفي أثر اشتياقي
وقد أبلغُ في يومٍ مُرادي .
وقد أبقى بعيداً عن حبيبي
وعيني لا تنام مِنْ السُهَادِ .
وطول البُعد عن خلي جَحيمَُ
وأخشى أنْ أصِيرُ إلى رَمَادِ .
ودمع البَيْن يجري فوق خدي
وليلي قد كساني بالسَوَادِ .
وعيشي في النَوى مِنْ غير معنى
وقد عِفتُ بِهِ شُربي وزَادِيْ .
وحالي في الهوى ليس بخيرٍ
وقد ألفَا يقيني كإعتقادي ! .
ولستُ بالقليلِ بشأن حُبي
ولا شَغَفِيْ بمن أحببتُ عادي .
ولا مَنْ جُنَ في يومٍ بليلى
يساويني بما يعني افتقادي .
وقد قَاسَى مِنْ الأهوال عُمراً
وليلى لم تُلَبِيْهِ مُنَادِيْ .
وقَيسَُ لم يَنَلْ في حُبِ ليلى
سُوى الحرمان مِنها بالبعادِ .
وكِدتُ أصيرُ مجنونًا بأُنثى
وأمضي في الطريقِ إلى انسدادِ .
وإني في الهوى أشكُو جَفَاها
ولا أقوى على طول العنادِ .
وما قاسَيتَهُ في البُعدِ عنها
كشيءٍ في المَدَى صَارَ اعتيادي .
فإنْ جَادَتْ سَلا نفسي بوصلٍ
تنال الأجر عنهُ بإزديادِ .
وفي اللُقيا يزيدُ القلب سُعداً
وقد صَارَ اصطباري للنَفَادِ ! .