في فُسحةِ العُمْرِ خِلتُ البدرَ مكتملا
والحُبَّ يرقصُ في روضِ المُنى جذلا
في فُسحـةِ العُمرِ غازلتُ الهوى حُلُمًا
فعانقَ الليلُ في قلبِ الدُّجى المُقلا
في فُسحةِ العُمر لا أهـلٌ ولا وطنٌ
ولا سـمـاءٌ لـنـجـمٍ ضـاقَ فارتحـلا
تُهنا فتاهـت عصافيرُ الهـوى حزَنًا
وشاختِ الروحُ حتَّى راقتِ الأجلا
ثمَّ امتطى الشـعـرُ أفكاري وأخيلتي
وهدهدَ الحرفَ بل واستصرخَ الجُملا
وبـات ينـظـمُ باقـاتِ الـورود على
قلب المرايا عسى أن يبعثَ الأملا
لكنَّما الـواقـعُ المـيـؤوسُ ضـاقَ بنا
ذرعـًا فـبعـثـرَ وردَ الـحُـبِّ والـقُـبـلا
أسقـى عصـافيـرَ قلبي علقـمًا وعلى
أزهار روحي جثا كي يرشُفَ العسلا
ما أفـظـعَ الليلَ إن طـالَ الزمـانُ بهِ
وأسوأَ اليأسَ في روحي إذا اكتملَ
سافـرتُ والريـحَ أعـوامًا وأزمـنـةً
فتهتُ في لفحـةِ الصحـراءِ مُنعزلا
الـدهـرُ مزَّق أحـلامي وأشـرعـتي
فـبِـتُّ أرنـو بـعــيـدًا أرقـبُ الأمـلا
كُلُّ الدروبِ إلى الآمـالِ مـوصـدةٌ
ولا أرى غيـرَ دربٍ يُنـبـتُ الوجـلا
فلم يعُدْ في رياضِ الحُبِّ من أملٍ
وليسَ لي غيـرُ قلبٍ ينـظـمُ الغـزلا