سقوط الهيبة/بقلم:بقلم فاطمة حرفوش (سوريا)

أنهى محاضراته ليوم الغد منتشياً.
قارع أرسطو، وهزم أفلاطون، ومرّ في طريقه على ديكارت فرماه بنظرة شك، ثم ابتسم لسقراط.

انتقل البروفيسور من جامعة السوربون في فرنسا بعد أن ألقى محاضرته لطلابه، وعاد ليستعد لإلقاء محاضرة أخرى في جامعات بلاده.

في المساء، فتح شاشة هاتفه فانفرجت أساريره لكثرة تعليقات أصدقائه على منشوره الأخير.
ركّز، وضع نظارته الطبية جيداً، وبدأ يتفحّص التعليقات واحداً تلو الآخر، يمرّ عليها مبتسماً. فجأة لمح تعليقها، فارتجف قلبه فرحاً.
كانت تناقش ما يرد في منشوراته بذكاء بارع وتُلهمه ببعض الأفكار الشيّقة. عدّل جلسته، أمسك هاتفه بحنو، وبدأ يقرأ ما ورد فيه.

ارتعش فجأة، اهتز الهاتف بين يديه، ورمى نظارته جانباً وهمس:
– كيف تجرأتِ؟!

قبض على مسبحته بغضب، وأخذ يتمتم بتعاويذه. في الخارج، كانت الريح تضرب شباك النافذة وتفتحه على مصراعيه. نهض ليغلقه، فرأى شهادات الدكتوراه المعلّقة على الحائط قد سقطت أرضاً، وأوراق الخريف في حديقته تتناثر في الفضاء…

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!