على هوامش الذكرى
تتريَّثُ المشاعر في العتاب
وتنأى عن استحضار ماضِِ مقترن بصفعة فراق..
بين أدراج الليل يختبئ ألبوم يعجُّ بلحظات الغرام، لا تفترُ أصابع الوجع من تصفحه الدؤوب، و إذا نمت شرارة شوق في غفلة لاسترجاع وجهك تهبُّ رياح الكرامة لإخماد لهبها الحارق..
يا أيها الحنين
حين تغيب الثقة يغادر الحب من القلب مذبوحًا
كل ما يبقى هو صريم لا يصلح لنمو المشاعر مرة أخرى..
على هوامش الذكرى
ترفرف أجنحة العنقاء ناثرة رماد الجراح أمام
عابرِِ خان مواثيق الهوى وغاب خلف كذبة العودة، ثم تحلق بكبرياء في مسالك الأمل و تتفتح كما الأزهار مع سطوع الصباحات العليلة..
ألا يا مشاعري ذوبي في قاع النسيان، فلا تُرْبِككِ حرارة الذكريات، ولا تخدعنَّك بحة النايات التي تأتي مع أنفاس المساء .. تجانسي مع محلول التخلي بإصرار، ولا تبقي في كأسي رواسب لطعم الفراق..
في داخلي تناهيد ملتصقة بتجاعيد القلب
تكويني بلا هوادة في وضح الوجع بسبب خيانة تشظت معها قناديل الوفاء، وفي سكون الهزيع تدنيني من ثوب الندم بقسوة..
هأنا اليوم أقف في الشرفة شاردة في مآتِم الغروب، ولما تلتقط الذاكرة مآسي الأمس يقشعر بدني من خسة طيف لا أهوى ذكره ولو بالخطأ .. مرَّ كسراب البيداء، وسرق مني لهفة الأحلام دفعة واحدة.. وظل قلبي في جسدي وحيدا فارغا من بوادر الثقة لا يبالي بشيء اسمه الحب..
منذ آويت روحي تحت ظلال القرآن تنَحَّت بعيدا عن أهواء الدنيا وهرولت نحو اللجوء إلى منازل البررة..
جُبرت أعمدتها المشروخة بهالات النور الرباني الذي ينساب على أحشائها الجدباء..
هدوء نفسي، يجتاحني الآن حتى الأعماق
وأنا أعتكف في رحابه المؤنسة
يفصلني عن العالم الخارجي
ليته سرمدي البقاء بداخلي
يقيم في قعري حتى تأتي لحظة السفر في قطار الموت..