حيثُ اللاشيء/ بقلم:سميرة وليد المخلافي

ماذا لو استيقظ الناس يوماً دون أسماء ،لا شيء حولهم لديه اسم ماذا
سيفعلون حينها ؟

حقاً إنه سؤالٌ وجيه .. ماذا سأفعلُ أنا ؟!!
وماذا ستفعل أنت ؟!
وهو … وهي ماذا سيفعلون ؟!

كيف سنعيش ماذا سأقول إن أردت الذهاب إلى الجامعة؟
هل أقول سأذهب إلى ذاك البناء الكبير لأتعلم ؟! ..ولكن مهلاً ذاك البناء أيضاً ليس له هوية فكيف سأهتف باسمه ؟!
والعلم أيضاً لم يعد معروفاً بهذا الاسم !!
يا الهي !!
ماهذا ؟!
ماذا إن سألني أحدهم عني ؟؟
بماذا سأُجيبه؟ هل بـ لا أعرف ؟!

من أنا ؟؟!
أنا لا أعرف نفسي فكيف سيعرفني هو كيف سيعرفني العالم وكيف سيصفونني ؟..

ااه ما أجملك يالغتي !!
، وما أجمل حروفك ومفرداتك .. وما أجمل أن نغوص في بحاركِ باحثين عن أنفسنا وعن ذواتنا وعن الأشياء من حولنا أنتِ الجيم لكل سين ،
وأنتِ الوصف لكل سؤال ، وأنت العلم لكلِ مجهول ، وأنتِ الوجود لكلِ لا شيء..

إنه لأمرٌ صعب حقاً أن نستيقظ مسلوبين الهويات ـ مسلوبين من ذواتنا وأنفسنا ـ جميعنا متشابهون لا أحد يختلف عن أحد بشئ لن تُميزنا صفات ولا أسماء وكأننا لا شيء وكأننا غير موجودين… يالهذي الغرابة!!

الاسم ليس مجرد كلمة مكونة من بضعة أحرف إنه جزء منّا لا يتجزء نحن لا شيء بدون أسمائنا نحن غير موجودين إن لم يكن لدينا أسماء
الأمر أشبه بأن تفقد ذاكرتك وتصحى من غيبوبتك لا تعرف ذاتك ولا عائلتك ولا ماهي هواياتك أيضاً …

ماذا سأفعل أنا؟؟
لن أبقى كما أنا يجول في خاطري نفسُ السؤالِ مراراً وتكراراً “من أنا؟!”
سأتعرف على نفسي من جديد سأبحث عنها وسأحبها من جديد
سأخوض في رحلة التعرف على نفسي وسأكتشف نفسي ومن أنا
سأجد ذاتي التي ضاعت في متاهات اللاشيء وإن أُطررت الحفر على جدران اللاشيء
فأن لا أقبل العيش بلا عنوان ولا هوية أو العيش بدونِ صفاتي التي تميزني عن بقية الفتيات.

 

ماذا سيفعل العالم؟
لن نقف مكتوفي الأيدي ننظر إلى بعضنا ببلاه وعلامات الاستفهام تدور حول رؤوسنا
سنكتشف لغة جديدة سنبحث عن أسماء وعن صفات سنسمي الأشياء وسنوجدها
هكذا خلقنا نسعى لنتعلم المجهول ولنجيب عن الأسئلة التي تدور في مخيلتنا
سنضع بدل “السين ” ..”جـ”
وسنضع بدل علامات الاستفهام أحرفٌ وكلمات وشرحٌ طويل نهايته نقطة آخر السطر

لن نقبل بأن نبقى لا شيء ولن نقبل بأن نضيع في متاهات اللاشيء
سنوجد أنفسنا من جديد

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!