أزهرَ في قلبي …فجرُ أيلولَ/بقلم:امة اللّه الاحمدي

ركضتُ، وأنا ابنةُ الخامسةِ، أهتفُ بترانيمِ الوطنِ والثورةِ وقيامِ الجمهوريةِ. لم أكنْ أعي ما أقولُ، لكنَّ بفطرةِ الحبِّ المتوسمةِ في يساري، أيقنتُ أنَّ حبَّ هذا اليومِ مقدسٌ. في فجرك سرتْ قشعريرةٌ في جسدي، وأحسستُ بماءِ مقلتيَّ يتجمعُ من شعورِ الرهبةِ والهيبةِ، وما خالطَهما من فخرٍ في تلكَ اللحظةِ! كانت لحظةً سرقتْ من خلف الزمان وخاطبتْ الأرواح.

أحببتُكَ يا فجرَ أيلولَ، بسجيةِ طفلةٍ. سطّرتُكَ أشعارًا في فؤادي قبلَ أن تخطَّ يدي. رددتُكَ ألحانًا هتفها خافقي قبلَ أن أعيَ ما تعني الكلمات .

كم تشدّقتُ بكَ في الطرقاتِ وأزقةِ الحاراتِ! كم أشعلتَ ثيابي، وإنْ أوقدتُ شعلتَكَ المبهجةَ لروحي. كبرتُ، وكبرَ السادسُ والعشرونَ متجذرًا في كياني، واليومَ، أنا بعمرِ يومِكَ البهيِّ، وبصباحٍ مُشرقٍ بنورِ الحقِّ، أكتبُكَ بينَ أسطري. بلهفةِ الخامسةِ المتقدةِ في قلبي، انثركَ يا أيلولُ بين صفحاتي، ودمعي يبللُ الأهدابَ فرحًا بقدومِكَ، وغصةً لما حلَّ باليمنِ منذُ توارى عنهُ زهوك.

هل لي بسؤالٍ لأحرارِكَ: كيفَ استطاعوا سرقةَ الشمسِ، وخاطوا منها نورًا لفجرِكَ؟ هل لي أنْ أعرفَ كيفَ كانَ شعورُهم، وقيامُ الجمهوريةِ يصدحُ في رُبى أرضِكَ؟

هل لي أنْ أختطفَك من التاريخِ برهةً، لأعيدَكَ بمجدِكَ وعزِّكَ؟ عدتَ، ولكنَّهُم لطّخوا رداءَكَ بدمِ أطفالِكَ. هل لي يا عظيمُ أنْ أتوّشحَكَ دهرًا، وأضمَّكَ بقلبي قرنًا؟ وحتضانِكَ ؟
باستنشاق رائحةِ الحريةِ من على أعلامِكَ المرفرفةِ في سماءِ طهرك؟

أنا ابنةَ الأرضِ، يا مُسطِّر تاريخِ اليمنِ، ونبعَ الكرامةِ، أعلنها للتاريخ والدهر أني أحببتُكِ.

كل عام والوطن نابض بذكرك والشعب متغني بعظمتك
ستمبر مجيد للأحرار واليمن .

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!