وطنٌ يموتُ على الرصيفِ عَذابا
ومواطنُ يُسقـى الـهـوانَ عِقابا
يتجـرَّعُ الأهاتِ يقـتـاتُ الأسى
قهرًا ويـحـسـو العلقمين شـرابـا
ويهيـمُ في حِقَبِ الضياعِ كأنَّهُ
بالـونُ زيـفٍ في السحابةِ غابا
وأنا ببوتقةِ الـحنـيـنِ أُسامرُ الـ
ذكرى أُراجعُ في الدُّجى الأسبابا
كيف ادلهمَّ الليلُ في يمن السَّنا
حتَّى غـدا الحلـمُ الجميلُ سرابا
كيف اختفى وردُ الحياةِ وزهرُها
والـبـدرُ فـارقَ حُـسـنَـهُ الـجـذَّابـا
متسائلًا أرنو إلى الماضي البعيد
ــ هُـنـاك… لكن ما وجدتُ جوابا
فاليومَ كم أشكو الضياعَ وأشتكي
للشمسِ ضـوءَ شُعـاعِها الكذّابا
واليوم كم أذوي وأستسقي الردى
حتى نـزفـتُ طـفـولـةً وشـبـابـا
حين استفاقَ الجهلُ من رحمِ الدُّجى
غـدَتِ الـسـعـيـدةُ غـابـةً وذِئابا
وأتت خفافيشُ الظلامِ تجوبُ في
وطني الحزين وتجلبُ الأغرابا
يا أيُّها الوطنُ الحبيبُ أعد لنا
مـجدًا يعانقُ بالـهـوى الأحبابا