أنا معجب بكِ يا عزيزتي… ليس إعجابًا عابرًا يذوب في ضجيج الأيام، بل إعجاب يشبه انعكاس القمر على ماء ساكن، يلمس روحي بهدوء، قريب بما يكفي ليأسرني، بعيد بما يكفي ليظل سرًا يخص اللحظة.
شخصيتكِ… ذلك المزيج الغريب بين الغرور والأنوثة، الثقة والغموض… كأنكِ لحنٌ لا يُعزف مرتين، حضورك واثق من نفسه، كأنكِ ولدتِ لتكوني فوق الإعجاب، تؤمنين بوجودك دون انتظار التصفيق. ومع ذلك، ها أنا ذا، رجل يرى فيكِ أكثر مما ترين في نفسك، يعترف دون أن ينحني، ينجذب دون أن يقترب، ويكتب لأن الصمت صار ضيقًا جدًا ليحتويك.
أما أنا، فغروري أعمق من غرورك، وهذا يجعلني أتردد… أتردد في الإفصاح عن شعور لا أحتاجه، طالما المسافة بيننا مضبوطة على إيقاع المجاملة، والتواصل محكوم بالاعتبارات اليومية. ومع ذلك، أكتب… كأنني أسمح لهذه المسافة بأن تضيق، كأنني أفتح نافذة صغيرة على احتمال قد يكون أو لا يكون.
أكتب لكِ وأنا أدرك أن هذه الكلمات قد تخيفك أو قد تبهرك… أكتب لأنكِ لم تكوني مجرد ظل مرّ في حياتي، بل كنت لحظةً توقفت عندها الساعة، امرأةً لا تُشبه أحدًا، امرأةً تجعل القلب يتساءل: هل يكفي الإعجاب؟ أم أن شعورًا آخر يحاول أن يولد بين السطور، يمر كالنسيم، ويرتسم بابتسامة على شفاه من يعرف قيمته؟