(على سبيل القَصر)/بقلم:ضياء طمان

  • قصائد قصيرة عادية:

 

الله

وأنا مُسيرٌ، رأيتُ اللهَ وأنا مُخيَّر.

أشول

لا بأسَ أن أركُضَ تِجاهَ نفيرٍ،

ليس له اتجاهٌ،

في الوقتِ الذي أرى فيه الناسَ،

يركضون في الاتجاهِ المُعاكِسِ

ولا بَأسَ أن أبحثَ عَمَّنْ يُصلِحُ لي البَوْصَلَةَ،

لكنْ.. أين هي البوصلة؟!

عفوًا.. بل وأين هي السفينة؟!

مفْهُوم

بعضُ الناسِ يحرثون البحرَ بقسوةٍ؛

إيمانًا بأنهم الكفارُ الجددُ،

الذين يعانقون الحياةَ،

بمفهومِ الميت.

فِنْجان

من الفراتِ إلى النيلِ،

لا من النيلِ إلى الفرات

هكذا..، أَقرأُ أحزاني،

في فنجانِ دَمِي،

كُلَّما تَيَمَّمْتُ لِأُصَلِّي –وحدي – صلاةَ الخوف.

جرأة

أنا جريءٌ جدًّا

والدليل؛

أنني حتى ساعتِهِ

لمْ أقل يومًا للأعور في عينِهِ،

أنه أعور في عينه.

صفر

الفرق بين وطني وذاكرتي= صفرًا.

سؤال

سألتها: أثقتك بي عمياء؟

فلَمْ تُجِبني: وبكماء.

آدم

فضًّا لجدلية البيضة والفرخة؛

ابحثوا -حالًا -عن ديك أم البيضة، آدم.

الجوع

أول من يأكل الأصنام،

المصنوعة من العجوة،

هم صانعوها..

لا لأنهم كفار؛

بل لأن الجوعَ كافر. 

الكلاب

أعي تمامًا،

كيف أحترس من الكورونا،

التي تراني ولا أراها

ولا أعي تمامًا،

كيف أحترز من الكلاب،

التي أراها ولا تراني.

المؤمن

المؤمن مصابٌ..

وأنتَ،

وأنا، 

وهو كذلك.

الآخر

كيف يعتبرونني مثاليًّا،

وأنا..

رغم هَوَسي بالآخَر؛

لمْ أتخذ له قرارًا واحدًا لي؟!

وعزائي

وعزائي أن لي وجهًا واحدًا،

وقلبًا لا يُعَدُّ ولا يُحصَى.

بِلا سببين

أحببتكِ بِلا سببين

أولًا: لأنني أحببتكِ بلا سبب

وثانيًا: لأنك أحببتني بلا سببين.

وردة

تلك الوردة علمتني،

أن أنحني للريح، للماء، وللضياء،

وأن لا أنحني لمن ينحني.

بستاني

كم وَدِدتُ أن أكون بُستانيًّا

لا لأتقربَ إلى الورود؛ 

وإنما؛ 

لأتعلمَ كيف أطيرُ مع الفراشاتِ،

وأستغيث. 

شمعة

كم وَدِدتُ أن أكون شمعةً

لا لأضيء لحبائبي وأحترقَ؛

وإنما لأبكي عليهِم بلا مقابل.

حديقة

لي حديقةٌٌ صغيرةٌ أقاسمُها البراءةَ

ذات مرةٍ نهرَتني وبكَت

وذات مرة نهرَتني وابتسمْت

لي حديقة صغيرة تقاسمني الحقيقة.

شجرة

ليتني كنت شجرةً

لا لأموت واقفًا؛

وإنما.. لأحيا واقفا.

ذكرى

عندما أموتُ- فَضْلًا- لا تذكروني

لا تذكروا محاسني،

 ولا مساوئي

 لا تقتلوني مَرَّتين..

 حيًّا وميتًا لا تأكلوني

 أيها الميتونَ:

 عندما لا أموتُ- أَمْرًا- أذكروني..

 أذكروني،

 وأنتم لا تذكروني.

أقدار

مادامت الأقلامُ قد رُفِعَت،

 والصحُفُ قد جَفَّت؛

 فنحن قد عِشْنا ماضينا البائتَ،

 ونعيشُ حاضِرَنا الطازَجَ،

وسنعيشُ مستقبَلَنا السابق؛

في ماضِي اللهِ الراهنِ اللاحِق.

بَيْنَ بَيْن

آخرُ الأحزانِ أن أحيا ميتًا

وأولُ الأحزانِ أن أموت حيًّا

وأنبلُها أن أثورَ حيًّا وميتًا،

وبَيْنَ بَيْن.

عبقرية

عبقريةُُ ضربِ عصفورين بحَجَرٍ واحدٍ،

أو ضربِ حَجَرين بعصفورٍ واحدٍ؛

عبقريةٌ تستأهلُ الحرقَ بِجازَيْنِ ثلاثة.

عصفور

وماذا يفعلُ عُصفورٌ باليدِ،

وهو خيرٌ من عَشرةٍ على الشجرة؟!

وآه

بين شارعِ الهَرَمِ وشارعِ الحَرَمِ، 

بَرزَخٌ ماسُونيٌّ،

يقطعُهُ الآنَ- مُهَروِلًا- عربيٌّ عِبرِيٌّ مُدَبلَجٌ،

في غَمضَةِ رُوح..

لِيُصَلِّي معهُم ثَمِلًا،

صلاةَ الجمعةِ- قَسرًا- يَومَ السبت.

وآه.

لا

لا تقُل شيئًا،

وأنا لن أقول شيئًا

كفانا ثرثرةً..

كفانا خَرَسا.

بالثلاثة

العربيُّ الإسرائيليُّ الجديدُ؛

مواطنٌ طالحٌ بالثلاثة..

فهو مسلمٌ الجمعة،

ويهوديٌّ السبت،

ومسيحي الأحد

والأيام بيننا.

قصيدة

-على مَرأىً ومَسمعٍ من الأرضِ،

أراني نازِحًا إلى السماءِ،

باحثًا عن قصيدةٍ،

تتحولُ إلى مآوٍ وخبزٍ وشموسٍ،

أرثي بها الخلائقَ العالقةَ،

في هذا العالمِ الراحلِ،

بعد أن انشطرت روحي فيهم،

إلى قبرَينِ لِي.

مَن؟

إن كان للحائطِ آذانٌ،

 فالخيمةُ لها عيون

تُرى من منهما يغبِطُ الآخرَ؟

الأذنُ التي لا تنامُ ولا ترى،

أم العينُ التي تنامُ وترى؟!

العرش

كلما حلَمتُ بالجلوسِ على كرسي العرش؛

كلما تذكرتُ أولادَ العرش.

عندما

عندما أرى رجلًا فقيرًا؛

أراني فأرًا

وعندما أرى امرأةً فقيرةً؛

أراني قوَّادًا

وعندما أرى طفلًا فقيرًا؛

لا أراني..

لا أراكم الله فقيرًا في شريفٍ لديكم.

مازال

“-مازال قابيلُ الأولُ لا آخِرَ لَه؛

مادام هابيلُ الأولُ؛

مازالَ أولًا، لا ثانِيَ لَه،

رَحِمَنا الله.

الحائط

لا فرقَ بينَكَ، وأنتَ تمشي بِجِوارِ الحائطِ،

وبيني وأنا أجري بجِوارِه

فكلانا يثورُ على الآخَرِ،

ويجورُ(أو يبولُ) على الحائط.

دِيوجِين

1-بَعدَ حوارٍ الشمسِ،

بين ديوجينَ والإسكندرِ الأكبرِ،

تَوارَى الإسكندر..

وما زال ديوجين وراءَ الشمسِ،

يبحثُ عن مصباحهِ الشريف،

مع أيِّ رجُلٍ فاسد.

2-نَما إلى حُلْمي،

أن دِيوجِينَ قد اختفى،

 وهو يبحثُ بمصباحِه،

نهارًا عن رجلٍ شَريف

ومن يومها ولم أزَل أبحثُ بمصباحِه،

نهارًا وليلًا عنهُ..

عن ديوجين.

تُرَى هل اختفَيْتُ قريبًا،

كما نَما إلى عِلْمي؟!

هناك

-هُناكَ أسئلةٌ نموذجيةٌ لا ننتظرُ إجاباتِها،

بفارغِ الصبر

وهناكَ إجاباتٌ نموذجيةٌ،

ننتظرُ إجاباتٍها كذلكَ،

ليسَ إلا.

الفرق

– الفرق بيني وبينكم

نَعَم.. الفرق بيني وبينكم.

– أنتم تجاهدون لتموتوا في سبيل الله وحدكم

وأنا أجاهد لأحيا في سبيل الله وحده.

عُمَر

جلُّ الأثرياءِ لصوص

وكلُّ الفقراءِ شرفاءُ،

بلصوصِهِم الفقراء؛

ما دُمنا في عارِ الرمادةِ،

دون أيِّ عُمَر.

مَلِك

ما دمتُ لا أملكُ ما أملكُ،

وعبدَ المَلكِ؛

فأنا مَلِك.

 

                                                   

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!