وجـع وابـتـسـامة/ بقلم:رؤى المخلافي

استلقيت على أرضية غرفتي الباردة، وأغمضت عيناي، محاطةً بهدوء وراحة لم أحظ بهما منذ وقت طويل..
كنت أنصت لإيقاع نبض قلبي الذي كان يراقص قطرات المطر، صوتها شجي يطرب الفؤاد. رأتني مستلقية في سكينة، فأبت إلا أن تلقي عليّ تحية الحب والسلام.

تسربت من النافذة لتهطل على وجهي، فإذا بي أتناسى حاضري واسمي ولغتي وهويتي. فقط تنهدت ذكرياتي، وابتسمت لها. مضى عمري وكأنه مجرد أرقام في حياة بلا معنى!
أدركت أنني بمفردي كنت كذلك دائمًا، أعيش حالة من حزن وتيه. لم أكُ أتنفس ولست ميتةً، كنت بين عالمين.

فجأة سمعت قهقهة الجدران، وكأنها تلملم ما تبقى من هذياني. أترك أوجاعي تنزف قطرة قطرة أمام عيني، لم أنتحب بل ابتهجت. أستعدت نفسي وأبجديتي، ونهضت كما ينهض الفجر بنور جديد، بتفاؤل وأمل وبابتسامة مشرقة..

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!