رحيقُ المُبتغى في الحبِّ يسري
فَيُزهِرُ في فؤادي المستحيلَا
ومداراتُ الغرامِ تفيضُ نورًا
وشمسُ العشقِ تنزلُ تنزيلا
ينابيعُ الحنانِ تضوعُ عطرًا
بقلبي، والمصلّى كان سبيلا
غرامٌ والمطرْ أملٌ يُنادِي
بِوَطنٍ غادرٍ، أعطى القليلَا
أنا ناسكْ، تفوحُ بهِ صلاتي
رحيقًا بالمكارمِ مستطيلَا
وأمشي في الليالي كالمداوي
وشوقي للنُجُومِ هو الدخيلَا
يصطفيكَ اللهُ، والأنوارُ حولَك
ويجعلُك الجليلُ بهِ جليلا
وجوهركَ الرقيقُ يرى بعيني
أصولَ الحقّ، يُنكرُ ما يميلَا
تُخرِجْ من جنةِ الأعراسِ طيبًا
وطيـرُ الشذى مددًا ثقيلا
تباريحُ الهوى تسري سكوتًا
وتسبحُ في الدجى نورًا جليلا
ودمعةُ عاشقٍ للهِ تسقي
بساتينَ التوبة، فاستقيلا
أنا المجذوبُ، قلبي ليسَ يدري
سِوى شوقٍ يُطافُ بهِ جميلا
يلوّنُ لؤلؤَ الأشواقِ وجدًا
ويُبحِرُ في النقا سحرًا أصيلا
وصمتُ الفجرِ في فميَ ابتهالٌ
لِئلا تُجتنَى الزنْبَقْ قتيلا
كُنِ الشجرَ المُحبّ، ففي الهوى نَفْعٌ
وهمسُ الكلمِ قد أهدى العقولَا
رقرقْتَ خمرَ رؤاكَ على معانٍ
وسقيتَ النخلَ فانتظر الرحيلَا
كأنكَ أيّوبُ المُبتلى صبرًا
وجاءتكَ الهدى أُنثى أصيلا
ويوسفُ قد غنى فينا بصدقٍ
فأصبحَ في المعاهدِ مستقيلا
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية