قـالت رأيـتك/بقلم:محمد مهدي الشعبي

قـالت رأيـتك فـي الـطريق أمـامي
فـتـتبعتْ تـلـك الـخـطى أقـدامـي
وتـجـرني الأشــواق خـلـفك عـنوة
بـحـبال قـلـبي الـمستهام الـضامي
لــلــه درك كــيــف تــأسـر ضـبـيـةً
مــــن دون عــنــفٍٍ أو قــتــالٍ دامِ
لــمّــا رمـتـنـي بـالـسـهام لــواحـظٌ
مـــا كـنـت أدري إنّ أنــت الـرامـي
حتى وجدت السهم بين جوانحي
يـسـبـي الــفـؤاد بـبـدلـة الإحـــرامِ
ورأيـــت ظــلـك فـانـطـلقت وراءهُ
وجـعـلـت مــنـه قـبـلـتي وإمـامـي
وجـعـلـت مـنـي الـمـستهام لأنـنـي
أطـلـقـت لـلـحب الـدفـين زمـامـي
وسـهـرت والـلـيل الـطويل يـلمني
مــــن مــاضـي الأعـــوام والأيـــامِ
يـجـمعني مـن كـل الـزهور كـنحلة
تـجـني شـتات مـشاعري وركـامي
لـتـذرنـي كـالـشهد فــوق مـفـاتني
بـيـن الـشفاة وتـحت جـنح لـثامي
تـجتاحني الأشـواق حـتى لـم تعد
تـقـوى عـلـى حـمـل الـهوى آكـامي
مـا أعـظم الـحب الـعفيف وجـندهِ
كـالـسيل يـغزو خـافقي وعـظامي
ويـثير فـي صـدري الـمشاعر كـلها
تـطفوا إلـى أعـلى الـمقام الـسامي
فـظـللت أمـشي والـشجون تـقلني
وأنــا بــلا وعــي حـبيس اوهـامي
وبـعـدت عـن حـرم الـديار مـسافة
والـخـوف أطـبـق لـيـله الـمـترامي
فنظرت في وجه الطريق فأظلمت
كـــل الـمـسافات الـطـوال أمـامـي
فـبنيت من شغف اشتهائك حاجزا
ونـصبت مـن خلف الجدار خيامي
ونـسجت مـن لهفي إليك مفارشي
وفـرشـتها فــي صــدرك الـمترامي
وبـنيت فـي صـدري لـحبك مـعبدا
وهــدمـت كــل صـوامـع الأصـنـام
وتـلـوت تـلمود الـيهود وسـورة ال
رحـــمـــن والإســـــراء والأنـــعــامِ
وكـتـبت مــن بـعد الـحديد تـميمة
تـحوي الـحروف وجـدول الأرقـامِ
لـتقيك من شر العيون وسطوة ال
أعــــــداء والــجــهـال والــحــكـامِ
وكـتبت شـعري عنك حتى لم يعد
فــي مـنـبت الأشـجـار مــن أقـلام

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!