على قيد الحنين/بقلم:سميحة علي

لأن كل شيء يصبحُ عادياً ولأن تعداد الحمقى في ازدياد
فكرت في افتعال تحول وأرتياد مصحة العزلة
الهجرة بمؤونتي منك إليّ
و  تفكيك مفاصل الخلود ونزع مسامير البقاء عن عتبة الميلاد الجميل
تركت أرض الشمس قبل أن أكابد حرها
وأصبحُ رديفة الرماد تنبعث مني روائح الأنكسار… بمعنى آخر  – أعود لمهدي العذب-
وكما تعلم فأنني قد هجرتُ مدينة الكتب وتنحيت عن عمارة الأحرف وبعثرة العطر نصاً نصاً
تراخيت عن وضع مساحيق البلاغة في وجه السطر ونحت الملاحة في قلب القصيدة وصبغ جدائل الرسائل بلون الورد
كما أقلعت تماماً  عن مشاهدة التلفاز ومتابعة قوافل الموتى وأتخاذ صدري متحفاً للمجازر والأسماء المشطوبة…
فبقلبي مأتمين
أحدهما
ينزف من قلبي..   يتشرب مُر غزة..
والآخر أنت…. مزروعٌ كالخوف
سأنتزع من ذاكرتي فتيل وجودك
وأُحقق النصر  بأمتشاق نخلاتي في صحراء فراغي منك
أعلمُ أن ذاكرتي ستتخذ كل الحيل لتسحبني نحوك بأقصى الحنين
لأقع في زنزانة عينيك للعقد الأزلي
أعترف بأني لا أجيد فن الإشاحة والرقص على أصابع التخلي و رفس أخيلة الألحاح
لكنني أعد بأنني لن أرتطم بأسوار قلاعك
كريحٍ جائعةٍ يفضحها  توقُ الشهية
كما أود أن أُخبرك أمراً قبل أن تأكل الأسئلة نصيبها من كذبي
و أصبح وليمة لأجاباتي السمينةَ بك
لقلبي قامة غضيرةٌ مرنة تحني عطرها بنظرة منك تسددها بأحتراف لكنني  أتحصن منك بكبرياء أحسبه لا يطأطأ.
في خزائن اعتصامي التالفة جمعت حطام الطريق الشاهدة إيراق الشعور وتفجر ينابيع الغضاضة
أود لو أجد لها قبواً أو أحفر لها قبراً غائراً لا تنفذ منه ريشة ذكرى
أنني أختبيء مني قبل أن أقابل مرآتي بك وتفضحني جدران ثرثرتي
وكراسي هذياني
وسقفاً يحملك نجماً وسيما ً مرسوماً بفرشاة السهاد كل لفحة شوق
لتصبح ذِكراً  معلقاً على ناصيته يُتلى قبل النوم
يُسكِت تناغم السكينة
وينتزع من جسدي
رَخاء اُلفتي بي.
أصبح ثوب ريائي رثاً للغاية
أجاهد في سلق أحلامي على نار هادئة
كي لا تحترق ويزاحم دخانها فلقة أمل
تفاجئني دوماً النهاية التي تجرها  عربات الحظ السيء
يؤلمني سمك الصدمة التي تضغط على صدري فأعجز عن ردها و تفتيت وقاحتها
اؤمن بقدرتي على النفث وإسقاط حمولات التخمين لكن ما حيلتي والحرب في داخلي دائرة
تحشرني في زاوية نائية تغنم بي
لا تفاوض على هدنة
تجعل رأسي فتحة واسعة تلقف عبث المناخات وزنخ الأحتمالات
أصبحت  ذخيرة هروب هائلة
ومجمع نفايات للماضي وبدناً رملياً يحملق غزيراً في الموج
يتفتق السطر الذي يوصلني بك
فكيف أعيد لملمة خيوط الحكاية التي أنهمرت نهايتها
ضاعت إبرة الوصل في مستنقع هائل
يوشك أن يصبح مقبرة ترفض استرجاع المفقودات، لا تمد يديها بقبس
تماماً كمقابر غزة المتفانية بالأنهمال
في خضم الواردات من الأخبار أنسى صوتي وأدوات استجدائي بك ووقتي
اُلف بقماش من خجل وأسى…انأى بعيداً عني…من أين لي بماء قدّيس ينقني من أسن الوجود
الم تلحظ
نسيت أسمك أيضاً
في مطلع هذا الإزهار القاتم
أنني أتمرغ في سوءِ حالتي
فعذراً…

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!