باكرًا تنهض، ترتدي حزنها، وتشحذ صوتها، تودع أطفالها وأصواتهم الباكية ترن بمسامعها وتخرج.
تدفع عربتها المثقلة بالهموم وتمضي، تجرّ أقدامها الهزيلة جَرًّا، وتعبر الأحياءَ النائمة.
ترمي صوتها الحادّ في الفضاء، دعاءً يلامس أبواب السماء، فتستيقظ شوارع المدينة من سباتها،
وتنهض العصافير من نومها مذعورة، تودّع أحلامها، وتشرع حناجرها بالغناء.
تمشط أرجلها الضعيفة طرقات المدينة،
ونظراتها الثاقبة ترمق الوجوه بحنوٍّ عجيب.
تبيع فقرها وجوعها بأرغفة الخبز،
وتشتري بما تبقّى من تعبها قليلًا من أمانٍ يسدُّ رمق أبنائها الأربعة.
وحين تنهي جولتها اليومية،
تعود إلى بيتها بما تبقّى لديها من قوّة،
تغطّ في نومٍ عميق،
وتنام المدينة معها.
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية