يا طلعةَ الحمائمِ عَلَيْكِ
وحقِّ نعليكِ
وما وطئْتِ من الثرى
إني أجيئُكِ أتأبّطُ شعرا
فصبّي كؤوسَ الشرقِ مدامةً
وارقصي في خاصرتي
رقصة الشّوقِ ملامةً
يا قبيلةً من الوردِ
تغرّدُ في وجنتيكِ
ألا هُبّي ألفَ أنثى
في قدٍّ من الأيكِ
وفي وجهيَ الباكي
أعرفُ نكهةَ شفتيكِ
لو أعاقَ الترابُ التقاءَ العيونْ
أفهمُ حزنَكِ الذي استدعاني
من بلادي البعيدةِ ؛
بمسٍّ من الجنونْ
تعالَي :
نؤجّلُ موتَنا
نمارسُ عشقَنا
نُصهِرُ ثقافةَ الكونْ
في قبلةٍ همجيّةٍ
لم تلوّثْها حضارة
تعالَيْ :
نحتضنُ شراسةَ االقادمِ
من مجاعاتِ الحالمينْ
نلملِمُ عنفَ الوحوشْ
التي استباحتْ ماءَنا ..
وأراقَتْ دماءَنا ..
يا أمَّنا ، يا كلَّ الأممِ ،
يا بنةَ الأكرمين ،
افتحي ذراعيكِ
لأجسادٍ شرّدَتْها المنافي
ومزّقها الحنينْ …
لولاكِ .. ما حاكَ النبيذُ غوايةً
وما جادَ القصيدُ بلاغةً
في علا مسعاكِ ..
ولولاكِ ..ما غدا ارتحالي إليكِ
ولولاكِ .. ما لملمتُ وجهي في المدى …
والمدى عيناكِ. …
وجهُكِ المسافرُ في دمي
يشطرُ أفُقي نصفينْ
يقصمُ صوتيَ المذبوحْ
على عتباتِ الروحْ
أرخيتُ أوجاعي على نايي
في كلِّ أنّةٍ أزفُرُ ونّتينْ
وتقاسمْتُ أحزاني – على مهْلٍ –
مَعَ غيمتينْ
فتمايلَتْ سُعفاتُك في غنجٍ وتهامَتْ :
فراشاتٍ تنثرُ بريقَها للنّور
وعشاقاً يغزلونكِ قمراً
وأحداقاً ترعاكِ
تباركَ الخلّاقُ مَنْ سوّاكِ
أيا حبيبةُ ،
رويْتِ من دمِكِ الثرى
تحاولين رَفْعَ الحدِّ عن ودْجيْكِ
في كفِّكِ اليسرى فرااااتْ
يمشي بجرحٍ معرّى
وفي يمناكِ صرخةٌ أخرى
أبَتْ أن تستريحْ …
على جثثِ الريحْ
وأن تكونَ نقطةً ملقاةً
على حرف هجاءٍْ
في جرحٍ كسيحْ
وأبتْ أنْ تقفَ علامةَ استفهامٍ
لدهشةِ قَفْلٍ في براعةِ الشعراءْ …
فبسطتُ له يديَّ
أرتِقُ بالدعواتْ
تفتُّقَ الفراتْ
ولما شرعتُ أقبِّلُ خدَّهُ
ولّى هارباً … وانسابَ بكاءْ
فتبِعْتهُ أتحرّقُ في مائِهِ أهذي
يااااااا دُرَّكِ .. !
في نعومةِ أوصافهِ
مااااأقساكِ ..!!!
بغدادُ ،
اهبطي صدري
فكم تعثَّرَ بثراكِ عِطري ..!
وكم عاقرَ ماؤُكِ خمري ..!
من استنطقَ هواكِ في نثري ..؟!
من علّمَكِ عصيانَ الفجرِ ..؟!
يا خَمرَ الكِِبْرِ في السَّمَاءِ ،
تغارُ الأرضُ من طُهرِ خُطاكِ ..!
وحدَها ذكراكِ كونٌ أختالُ بِهِ
فهل ما زالتْ تذكرُني …. ذكراكِ ..؟!
لا تمرضي ..
فأقبِّلُ أضلُعي
لعلّ في تقبيلي دواِكِ
بغدادُ …
إني أتلوّى كدجلةَ شوقًا
أما تجيبين دعوةَ المشتاقِ …
إذا دعاكِ ..؟!