أَخدشُ جِدَار الصّمت
حين تغلِبُ اللّهفة صَرخات الشّوْق
قُلْ لعيونك قد نضجَ قمْحُ الحنين
فِي سنابل خَيالاتِي
واشرأبت أهدابها نحوَ عِطْركَ
وأنا وحدي يتَسَاقَط طَيْفكَ فِي سِلال أَحْلامِي
كَوُعُودِ فَرَح لأطفال الملاجئ
فيدُكُّ مرجلَ الشّوق حصون الكتْمان
———–
وَجهك الباسم يفقأ عينَ النوم
فيلمع بريق النصر في عيني سهدي
رغوة كاسدة استفاقت نيرانا
لاتلجمها إلاّ شهْوة طين الفقد فتغري مَاء اللّقاءِ
———-
لنْ يُقفَل بَابُ مَدِينتي
فصوت حوافر قُدْومكَ
قَدْ رَافقَ فًصولَ النّضج
وَصهيلُ خيولكَ يربِكُ زهر الخدّ
ويمدّني بجسرٍ من النّدَى
إلَى عنق وَرِيدِكَمفيدة الوسلاتي.
حين تغلِبُ اللّهفة صَرخات الشّوْق
قُلْ لعيونك قد نضجَ قمْحُ الحنين
فِي سنابل خَيالاتِي
واشرأبت أهدابها نحوَ عِطْركَ
وأنا وحدي يتَسَاقَط طَيْفكَ فِي سِلال أَحْلامِي
كَوُعُودِ فَرَح لأطفال الملاجئ
فيدُكُّ مرجلَ الشّوق حصون الكتْمان
———–
وَجهك الباسم يفقأ عينَ النوم
فيلمع بريق النصر في عيني سهدي
رغوة كاسدة استفاقت نيرانا
لاتلجمها إلاّ شهْوة طين الفقد فتغري مَاء اللّقاءِ
———-
لنْ يُقفَل بَابُ مَدِينتي
فصوت حوافر قُدْومكَ
قَدْ رَافقَ فًصولَ النّضج
وَصهيلُ خيولكَ يربِكُ زهر الخدّ
ويمدّني بجسرٍ من النّدَى
إلَى عنق وَرِيدِكَمفيدة الوسلاتي.
******************************************************************
أقول إن لشعر أبي القاسم الشابي،وغيره من شعراء تونس، رومانسية تحل حلولا، في رائحة أشجار الزيتون ، تنساب زيتا خالصا من معصرات خيالاته وإبداعه…وتتغذى على بلح من نخيل في واحات من ماء وخضرة ووجه حسن… عذبة أنت كالطفولة . كالأحلا م. *** كاللحن كالصباح الجديد. قالت: قد نضج قمح الحنين… في سنابل خيالاتي… ……………….. وقلت : “قل لسنابل أينعت شوقا في حقول حياتي…! ألا يكفيك نسمة عطر … من نفحاتي.. ؟! سأحاول في هذه الإطلالة أن أجيب على ***ماذا قال النص؟ *** وكيف قال ماقاله؟ في تحليل بسيط، للمستوى البياني ، بدقة وإيجاز. أطلقت على النص عنوان : الجسر. وهو فعلا قنطرة تصل بين حبيب، أضناه الشوق وذاب احتراقا ، وبين محبوب مهاجر ، سيعود يوما ، على فرس بيضاء، ليبدد ، بصهيل خيوله، ما سكن الفؤاد، من لهيب حنين زاد لواعج النفس ، احتراقا. فبيني وبين آمالي جسر من الطل ، على الخدود يسري… يوصلني إلى جيد وريدك… حيث الدم يغلي مرجل شوق ، لظاه جمرات في دمي تجري… النص يتمفصل على الشكل التالي: -١- المقطع الأول : البحث عن تحقيق اللقاء، في يوم عيد موعود، حتى ولو كلفني الأمر إزالة جدار الصمت ، من حديد وقطران ، بناه ذو القرنين الإسكندر، على ياجوج أشواقي، وماجوج لواعجي واشتياقي… أنا أفتت بأظافري جدار الإسمنت الرهيب هذا ، فلا طاقة لي بتحمل لهفة عارمة قاتلة استبدت بي، تخنقني ، تغتالني كقطرة راح، نسيها في كأسه ملاح،انتشى بها وترك الثمالة تتبخر ، على وقع حرارة شمس الأشواق…! غلبت ،والله ، اللهفة والحنين ، صيحات الشوق… ماذا بقي لي سوى ان أقول لعيونك ، حبيبي، أينعت سنابل قمح الحنين، في خيالي وتهيؤاتي… فتحولت إلى رؤى صادقات ، من سراب أراه ماء وما هو بماء.. . تطل من شرفتها، عطرك يفوح … ولا يخفى عني عرق من أهوى وأرقني…! أنعش مسام الإدراك… وحيدة والأمل في اللقاء…. رفيق دربي… شاقني روض زهرك فشممت ورد طيفك في سلال أحلامي… كوعود خلدت في خاطر طفل … تائه ، فرحا للعودة إلى أبويه… طيفك، حبيبي، أطفأ نار الشوق… في ثنايا ضلوعي…. كانت طي الكتمان. -٢- المقطع الثاني : محيا باسم يزيل غبش النوم عن جفوني، ويبدد ضباب الأرق، عن ناعسات عيوني.. ألا تراه بريقا من نصر ، يلمع في سهد مدامعي… تنساب رغوة حزن … نيرانا على خدود وردة الوجه… تلظى ، لا يوقفها غير سد…. من شهوة طين الفقد … فتغري بسابل هطال … من دموع فرحة …. بيوم اللقاء… -٣- المقطع الأخير : متشبثة بأمل اللقاء… فطروادتها لم تغلق أبواب الحصون… ولن تغلقها ولن تحتاج إلى حصان … فحوافر خيل جيش الحبيب… صهيلها يسمع ، غير بعيد عن المغاني… وهي في البيدر… تدرس يانعات السنابل… لتعجن خبزا ساخنا… نأكله سويا… ممزوجا بدموع فرح الوصال… على الخد تجري… لتربط جيدك بجسر من ندى … على وريدك ترسو سفن الأشواق… وتربط خيول الاحتراق… فلا عطش بعد ارتواء اللقاء… ولا احتراق إلا لأشواك شوق… قتادة تشذب متى حالت دون اللقاء. هذا ما أراد النص أن يقوله… وكيف قال ما قاله ؟ بأسلوب فيه سلاسة ، تطبعها صور بيانية من مجاز واستعارة وعدول وانزياح، أضفت على النص نكهة من جمالية وخيال… وهذه عينات لا تحتاح إل دليل من هذه الصور : -*- نضج قمح الحنين في سنابل خيالاتي ، وكأن الحنين قمح استحصد في سنابل يانعات. -*-يتساقط طيفك في سلال أحلامي، وكأنه مطر من المعصرات على أرض من بور الأحلام… -*- مرجل الشوق يدك حصون الأحلام، وكأننا في حرب تستخدم فيها ، المجانيق والراجمات، من نيران شوق تدك حصون الكتمان… -*-وجهك الباسم يفقأ عين النوم/ صورة بيانية تشرح نفسها بنفسها،فبسمة في المحيا تزيل الوسن عن العيون الناعسة