حَدِّثني عنْ الصُّدفَةِ…
عن اللحظةِ السَّريعةِ التي باغَتَتْنيْ بانْهِمارِكَ الغزيرْ
تَوَقَفْتُ ثوانيْ الإنْتِظارِ وغُلِّفَتْ النَّظْرَةُ بِرِداءِ السُّكونْ
سافرتُ وأنا لمْ أبْتَعِدْ عنْ مكانيْ
فَكُنْتَ حقائبي ومَطاري وأجندةَ أسفاريْ
لمْ أدرِكْ مَدَى اعتقاليْ
وحُبي لقيودِ كبَّلتَها بِمِعْصَمِ أفكاريْ
أيّامي لمْ تَعُدْ أياميْ
ولمْ أُتْقِنْ تَذَكُّرَ أمْسيْ مِنْ يوميْ وغَديْ
كلها تشابهت بتقويم احتلالي
مدينتي واسعةٌ ضيقةٌ بقبضةِ أحلاميْ
مُبْتَسِمَةً عابِسةً مِنْ فوْضَى اقترابيْ
بعيدةً ملتصقةً فوقَ احتماليْ ….
يأمرْني الجُنونُ أن أشَرِّعَ نافذتيْ
لتعبثَ رياحُكَ بِخُصْلاتِ كلماتيْ
فَتُجَدّلْها دونَ انتهاءْ
ليس مهمٌ أنْ أعلنتُ انْهِزاميْ
فاقتحامُكَ لمَمْلَكَتي سرُّ انتصاريْ
وجيوشُكَ ابتسمتْ عندما قدَّمْتُ ولائيْ
تَكَلَّمْ..
تكلّم….
علِّمني كيف أنْسِجُ من خيالي واقِعاً أرْتَديهِ…
لا يَطالُه الإهتراءْ
كي أكونَ بألوانِ قوسِ قُزَحْ على جِداريةِ أيامِكْ
دثِّرني عندما يشتدُّ شِتاؤكَ وحرّرنيْ مِنْ ظُلْمِ غِيابِكْ
فأنا لا زِلْتُ في مَهْدِكَ أتَعَلَّمُ كيفيةَ الإصْغاءْ
اسْقُطْ عليَّ مِنْ ثِمارِ الحَنينِ لِيَشْتَدَّ عودُ الأشواقِ
ويَتَفَرَّعْ…
فَتُزاحِمْكَ أغْصانيْ وجُذوريْ بأرضِكَ تَتَشَعَّبْ
فأحيا
وأحيا
وأحيا
لأبْقى
لؤلؤةً في صَدَفَتِكَ تَتَرَبَّعْ